اقتباس

4.6K 119 18
                                    


«مأساة روز»
«أروى سُليمان»

«اقتباس»

♡♡

صعدت درجات السُلّم بملامح جامدة وخلفها مساعديها من الشُرطة المصريّة، وقفت أمام شقّة مفتوحة ثم دخلت نحو الداخل بخطىٰ ثابتة، نهضت السكرتيرة تتحدّث:

"خير مين حضراتكم؟؟"

تفحصت الفتاة المكان بأكمله بنظراتها من أسفل نظارتها الشمسية السوداء التي تليق بثيابها السوداء والتي أعطاها مظهرًا مهيبًا وشامخًا، والجالسين يخافون بعض الشيء من ذلك الهجوم الذي احتل المكان، أزالت نظاراتها تنظر نحو السكرتيرة ناطقةً ببرود:

"الدكتور فين؟"

أشارت لها على مكان الغرفة وهتفت بعدها بجدية:

"مينفعش يا فندم؛ معاه حالة جوا"

أراها أكرم بطاقة تُعرفها ما عملهم فلم تنطق ثم توجهوا وبدون طرق دخلت الغرفة لينتفض الاثنين، تحدّث الطبيب بغضبٍ بعدما نهض:

"إيه الهمجية اللي داخلين بيها دي؟؟ أنتوا مين؟"

تحدّث ذلك المسطح أعلى المقعد هاتفًا برعبٍ وتوترٍ شديد ولأنه يعاني من التوتر من تلك المظاهر ومن أقل شيءٍ:

"يا دكتور"

أشارت الفتاة للمساعدين بصرف المريض، ثم نظرت نحو الطبيب هاتفةً بجديّة تتأكد من هويته:

"دكتور غيْث الشنّاوي؟"

انفعل غيْث أكثر من ذلك الهجوم نابسًا:

"آه دكتور زفت، عايز أعرف إيه الهمجية دي وإلا هطلبلكم البوليس!"

رفعت الفتاة يدها تحك بجوار أنفها ثم بعدها نظرت نحوه بعدما مررت يدها على خصلاتها نحو الخلف وهتفت بشموخٍ ونبرةٍ قوية:

"مش محتاج تطلب البوليس يا دكتور.. معاك الرائد رزان مدبولي من مكافحة الجرايم"

وقف غيْث بابتسامةٍ بلهاء هاتفًا بمرحٍ وتراجع:

"أحسن ناس.. أحسن ناس شرطة بلدنا، والشرطة في خدمة الشعب.. "

قاطعته بانزعاجٍ من ثرثرته تلك ونطقت بهدوءٍ:

"إحنا جايين في كلمتين وهنمشي علطول.. تقعد وتسمعهم بأدب… ولا.. "

قالت الأخيرة وهي تخرج سلاحها من جيبها هاتفةً:-

"ولا تسمعهم بقلة الأدب"

ابتلع الآخر ريقه ثم ابتسم ينظر لها نابسًا:

"هنسمع بالأدب يا حضرة الظابط!" 

وضعت سلاحها في جيبها الخلفي من جديد، وسحبت مقعد جالسةً والباقي يقف ينتظر أوامرها، وأشارت لغيْث بالجلوس فجلس أيضًا.

أخرجت صورة فتاة من جيبها ثم ناولتها له هاتفةً:

"تعرف البنت دي؟؟"

تمعن غيْث النظر في الصورة سرعان ما نطق بهدوءٍ:

"أيوة يا فندم عارفها.. دي جاتلي العيادة فترة لغاية ما قعدت من غير ما أقولها إنها لسة متعالجتش"

حكت رزان بجوار ذقنها بتفكيرٍ ثم هتفت تسأله من جديد:

"كانت جاية تتعالج من إيه؟؟"

هزّ غيْث رأسه برفضٍ لإفشاء أسرار مريض حتى لو كان للشرطة ناطقًا:

"أسرار مريض مقدرش أطلعها يا فندم حتى لو لمين!"

فركت جبهتها بهدوءٍ مريب، ثم بعدها نهضت وهي تنظر له هاتفةً:

"شكرًا لتعاونك.. هنكمل كلامنا في التحقيقات بعد ما نستدعيك وبالإجبار"

وقبل أن ترحل قال غيْث بتراجعٍ ومرحٍ:
"إيه يا حضرة الظابط، الخلق ضيّق ليه؟ ده مش كويس علفكرة"

استدارت له من جديد فهتف هو بجديةٍ بعدما تخلّى عن المرح فتلك هي تفاصيل مرضاه:

"يا فندم دلوقتي مينفعش أقولك المعلومات دي، معلومات سريّة المرضى أمنوني عليها مقدرش أتكلم غير لو لسبب قويّ.. "

اقتربت من موضعه ثم استندت بكفيها على سطح المكتب تميل قليلًا هامسةً بنبرةٍ لم يسمعه سواهم:

"لو قولتلك إنها اتقتلت..!"

ـــــــــــــــــ

اقتباس صغير من رحلتنا القادمة، رحلتنا الثانية التي ستبدأ بعد ملحمة التوأم ♡.

#مأساة_روز
#أروى_سُليمان
#قريبًـا

♡♡

مأساة روز -مُكتمِلة-Donde viven las historias. Descúbrelo ahora