(1) الجريمة الثالثة

3.1K 180 117
                                    

꧁ مقدمة ꧂

هل سألت نفسك ذات يوم عن معنى الحياة؟ فالموت معلوم كحقيقة جامدة وعلى قدر قسوتها لكنها واضحة كالشمس، أما الحياة فما هي؟
سلسلة من الأحداث يتخللها الكثير من الأفعال ومردودها، هل سألت نفسك يومًا عن موقعك في هذه الأحداث هل كنت مُخيرًا بالفعل تنتقي من المصائر أفضلهم أم هناك من قاد خطواتك لتذهب حيث يشاء ولتحقق له المصير الأفضل؟!

هل كنت بطل الحكاية أم كنت طوال الوقت أحد قطع الشطرنج أسفل يد البطل الحقيقي الذي يقف خلف الكواليس يحرك الجميع من أجل أن يصل..

سأساعدك وألقي لك بأول أطراف هذه الخيوط المتشابكة والأكثر تعقيدًا على الإطلاق، نعم الجميع هنا كالدمى يحركهم شخص واحد فقط، يخيل لهم بأنهم أبطال الحكاية وسيخيل لكم أيضاً، لكن الحقيقة أن لهذه القصة بطلٌ واحد فقط، شخص أخذ من القتل هواية ومن البشر لعبة، ليصبح في النهاية سفيرًا للقتل في أي مكان حلّ به..

نصيحتي لك، إياك أن تحيد عن الطريق الذي رسمه من قبل، فمن سيحيد خطوة واحدة لن يكمل لخطوته التالية، فحين يصبح القتل هواية فاعلم أن حياتك أصبحت على المحك..

____________________________

السابع عشر من فبراير 2023:

منتصف الليل...

كان يتأهب للمغادرة إلى بيته ويُمني نفسه باستحمام دافئ تسترخى فيه كافة عضلات جسده المُنهك، ثم لينعم في فراشه داخل أحضان زوجته الحانية لوقت طويل ربما يصل لست ساعات متواصلة قبل أن يبدأ اليوم الجديد، كل ذلك كان يدور برأس المقدم عمر داغر ضابط المباحث وهو يلملم اغراضه إستعدادًا للمغادرة، ألتقط سترته المعلقة لكنه توقف متجمدًا حين دقّ الهاتف الخاص بالمكتب بصوته المزعج، تصنم جسده للحظة يطالع الهاتف في احباط وتوجس وهو يدعو الله في داخله ألا يكون هاتف خاص بقضية جديدة، فالنكائب والمصائب لا تحدث دومًا سوى في هذا التوقيت، استجمع نفسه وتوجه ناحية الهاتف ليخرسه فور رفع سماعته العتيقة، حتى وصله صوت يعرفه عن ظهر قلب، الصوت الخاص بخدمة توصيل القضايا الشائكة حتى باب المنزل، صوت العقيد محسن الهواري وهو رئيسه المباشر هنا..

ـ أيوة يا عمر، أطلع على وسط البلد شارع قصر النيل حالًا.. فيه جريمة قتل حصلت لكاتب مشهور والدنيا مقلوبة..

ـ يا باشا...
قاطعه بنبرة متوسلة لم يأبه بها محسن مطلقًا بل استأنف حديثه الذي يطلقه كقذائف لا تتوقف وكأنه لم يسمع شيئًا:
ـ أنا بعت تامر يعاين مسرح الجريمة ويظبطلك الدنيا قبل ما تروح ومعاه فريق من معمل جنائي، أنا عارف إنك بتحب تشتغل معاه، يلا يا بطل عشان متتأخرش الراجل معروف ومش عايزين مشاكل..

شلّة آداب «سفير القتل» Kde žijí příběhy. Začni objevovat