خاص || ستكونين لي

505 58 126
                                    

حين رفضَت إيرينا ناكرة الجميل مساعدتي هي وَزوجها، بل وَذهبت معه في رحلة خارج البلاد، قررتُ أنني سَألجأُ لطرقي الخاصة في إيجادِ من سلبت فؤادي في لحظة واحدة دون أيّ إنذار مسبق، وأوه سيهون عندما يعزم على شيء، يحصل عليه...

رفعتُ قدمايَّ أضعهما على الطاولة أمامي بينما عينايّ تراقبان شاشات العرضِ أمامي بتركيز بحثا عن هيئتها وَشفتايَّ تحتويان حلوى مصاصٍ بنكهة الفراولة

أذكر جيّدا أننا تقابلنا عند المدخل رقم سبعة-ب في حدود الساعة الرابعة ظهرا لذا فَمن المفترض أن تظهر على الشاشة أمامي في أيّ لحظة

"هاهي" بإبتسامة جانبية أنزلتُ قدمايّ أنزعُ ما بفمي وَأميلُ بجسدي للأمام أراقبها بعدما ظهرت أخيرا وَإقترب مني مساعدي، بيون بيكهيون، بعدما أغلق فمّ الرجل المزعج بأحد الأشرطة يركزّ عينيه على الشاشة معي بفضول

"أيّ واحدة؟" أشرتُ بإصبعي عليها أجيبُ تساؤولاته وَشهق بمبالغة "لا أصدّق، هي موجودة فعلا!"

"أخبرتك أنني لا أهلوّس" لسبب ما لم يصدقني بداية، ربما لكونه لم يلمحها إذ كان يقف بعيدا مهتما بتشانيول الّذي كان يتصرف كَالمراهقة الّتي هرب حبيبها حين سمع بخبر حملها

كانت مجرّد ثوان قليلة قبل أن أظهر أنا أيضا في الصورة بالقرب منها ومع أنّ المشهد يعرضُ صورا دون صوتٍ إلّا أنني كنتُ أذكر كل ما حصل بالتفصيل

كنتُ عائدا من رحلتي لليابان، معي كلّ من مساعدي وذلك الطويل تشانيول، وَعند مدخل المطار تناثرت الورود من فوقنا حين مررتُ جوارها وَزقزقت العصافيرُ تنشدُ لحن حبنا حين جعلت حقيبتها تقبّل وجهي الّذي إنتفخ لأيام

كانت تقفُ جانبا، كما في المقطع أمامي، وكنتُ أقف على مقربة منها، قريبا كفاية لأسمع صوتها بينما تشتكي أحدهم على الهاتف لِكون رئيسها في العمل أجبرها على إتباع حميّة منذُ أنها تعمل في مجال الأزياء

"بربكِ أون ٱي أَأنا سمينة؟" هي تقريبا صرخت بقهر وَأنا تأتأتُ أعاينُ جسدها دون حياء "لستِ كذلكِ"

إنتبهت لوجودي، ترفعُ بصرها نحوي وَبخجل إعتذرت "ٱسفة، لم يجدر بي الإنفعال في مكان عام، سأهاتفكِ لاحقا أون ٱي" خصّت رفيقتها بباقي حديثها تغلق المكالمة وتضع هاتفها في حقيبة يدها وأما أنا فضممتُ يدايّ لصدري دون أن أبعد عينايّ عنها

"لا عليكِ، ثمّ أنكِ فعلا لستِ بالسمينة، أنتِ بلا شكّ تمتلكين ما يلزم أينما يلزم وكيفما يلزم وبالطريقة الّتي تلزم" نيّتي لم تكن قذرة عكسَ نظراتي، أو ربما كانت، عموما يبدو أن قضمي لشفتي كانت حركة خاطئة في ذلك التوقيت...

"عذرا؟" غمزتها حين نطقت بتهجن وراقبتُ عيناها تتوسع، وأحد حاجبيها يرتفعُ بدهشة ولم أشعر بشيء بعدها غير حقيبتها الّتي صارت في منتصف وجهي أكثر من مرة رفقة عدّة شتائم صدرت عن فمها

أبلق: الهلاك في عينيهWhere stories live. Discover now