◃ 𝐙 𝐄 𝐔 𝐒 𝐈 𝐀 || 14

ابدأ من البداية
                                    

-

دخل إلي الغرفه و هو يمسك رأسه بألم أثر الصداع بسبب الكميه الكبيره من الخمر التي شربها ليله أمس ، أخذ يجوب الغرفه ذهابا و أيابا يفتح الأدراج و يبحث بكل مكان عن حبوب الصداع ، بعد فتره قليله فقد الأمل و أعصابه لذا توجه لباب الحمام يطرق بقوه ليأتيه صوت إيليت الغاضب من الداخل :
_ ماذا ؟
_ أين حبوب الصداع ؟
_ ستجدها في الدرج الأول الخاص بالأدويه .
ذهب يفتح الدرج ليجد عُلبه الأقراص ،  فتحها و أخرج ما بها ليجد الشريط قد انتهت منه الأقراص ، عاد مره أخري ليطرق الباب بقوه أكبر :
_ ماذا ؟ حتي الاستحمام لا تدعونني أنعم به كـ باقي الخلق !
_ كُفي عن طيله لسانك والا كسرتُ الباب فوق رأسك الآن .
هدأت من حده نبرتها قليلا لتسأله بصوت أخفض من ذي قبل :
_ ماذا تريد ؟
_ العُلبه فارغه ، انتهت الأقراص .
صمتت قليلا تفكر ما ان كانت تمتلك اقراص أخري ، لوهله فكرت في أن تتركه يتلوي من الألم و لـ يمت علها تتخلص منه ، و لكنها تعلم أنه لن يتركها بشأنها و سيصيبها بالصداع هي الأخري :
_ أظن أنني أمتلك عُلبه في حقيبتي ، لقد قاربتُ علي الانتهاء سأخرج و أحضرها لك .
لم يجيبها و توجه للخزانه يحضر حقيبتها ، فتح الحقيبه يبحث بها عن علبه الأدويه و لكنه لم يجدها ، نفذ صبره فـ قام بـ إفراغ جميع محتويات الحقيبه علي الفراش بعصبيه ثم رماها أرضا و ظل يعبث بالأشياء الموضوعه علي الفراش بحثا عن الدواء ، لفت نظره بطاقه متوسطه الحجم ذات لون أزرق مكتوب عليها اسم الطبيب " جورج موتيمر " و الذي يبدو من اسمه أنه بريطاني ، و بجانب الاسم صوره لامرأه تقف و هي تضع يديها علي بطنها المنتفخه بـ سعاده ، أخذ يقلب البطاقه بـ استغراب و هو لا يدري لما يمكن لـ إيليت أن تحتفظ بـ بطاقه خاصه بطبيب انجاب ، لم يدع لعقله الفرصه لخلق افتراضات فـ قام علي الفور بـ الاتصال بـ حارسها الشخصي الذي أجابه علي الفور :
_ هل ذهبت معك إيليت لأي طبيب عندما كنا في بريطانيا ؟
صمت الحارس قليلا يفكر و كأنه يتذكر حتي تذكر بعد مده قصيره :
_ قبل أن نأتي لإيطاليا بـ اسبوعين طلبت مني السيده أن نتوجه للمشفي لأنها كانت تريد القيام بـ فحوصات . 
_ أي نوع من الفحوصات ؟
_ لم أكن مع السيده عندما تحدثت مع موظفه الاستقبال منعا لإحراجها ، رأيت فقط الطبيب عندما أتي ليرحب بها ثم ذهبوا للغرفه سويا .
_ أتدري من الطبيب الذي قام لها بـ تلك الفحوصات ؟
_ لا أتذكر بصراحه .
_ جورج ؟
_ نعم تذكرت ، كان يدعي جورج موتيمر .
أنزل الهاتف من علي أذنيه و هو ينظر أمامه بصدمه ، خرجت إيليت من الحمام و هي تجفف شعرها القصير بالمنشفه ، نظرت لأشيائها الملقاه علي الفراش بفوضويه لتتحدث بعصبيه طفيفه :
_ لما ألقيت أشيائي هكذا ؟ أخبرتك أنني سأحضر الدواء لك بنفسي .
لم يجيبها و لا يزال جسده متيبس مكانه يحاول إستيعاب الأمر ، لاحظت هي تجمد جسده و هو ينظر ناحيتها و عيونه تكاد تقذف الرصاصات بوجهها ، انزلت المنشفه بهدوء ثم سألته بتوجس :
_ لما تقف هكذا ؟
سألها و هو يحاول أن يخرج صوته هادئ قدر الامكان :
_ لما ذهبتِ للمشفي قبل أن نأتي لإيطاليا ؟
ابتلعت ريقها و هي تشعر بالغصه في حلقها تحاول ألا يبدو عليها التوتر :
_ لقد كنت أشعر بألم مستمر في قدماي فـ اقترحت علي احدي الخدم أن أذهب للقيام بـ بعض الفحوصات .
مد يديه لها بالبطاقه و لم تتحرك عينيه من عينيها :
_ و هل هذه الفحوصات من اختصاص طبيب الإنجاب ؟
هذه المره خسرت قواها و قد علمت أنها لن تنفد منه ، صمتت تحاول انشاء سيناريو مقنع في عقلها و لكن كل شيئ تلاشي عندما اقترب منها ببطئ ثم وقف أمامها و هو ينظر لأعمق نقطه بعينيها :
_ أخبريني بالحقيقه و لن أؤذيكِ .
تعلم انه كاذب سيقتلها لا محاله ، أدارت رأسها يمينا و يسارا تحاول تجنب نظراته التي تحاول التحقق من مدي صدقها ، أمسك بفكها يقرب وجهها من وجهه و قد تخلي عن هدوءه ولا يبالي من صراخها المتألم :
_ أقسم ان لم تتحدثي الآن لن تشعري سوي بحزامي و هو يضع علاماته المميزه علي جسدك .
نفت برأسها و قد تذكرت تلك الأيام التي كانت ترقد بها في المشفي بسبب نزيف جسدها أثر صفعات الحزام المدويه علي جسدها ، صرخت بـ انهيار و هي تترجاه و دموعها لا تتوقف عن الانسياب :
_ لا لا ، أرجوك لا تفعل هذا جسدي لم يعد يتحمل !
_ اذا قولي الحقيقه .
أومئت برأسها و هي تحاول الفكاك من يده حتي ترك وجهها بعصبيه ، مسحت علي فكها برفق و كأنها تسكن الألم الذي تشعر به ، مسحت دموعها و هي تحاول الحديث حتي خرج صوتها متحشرج :
_ أنا .. أنا حامل !

◃ 𝐙 𝐄 𝐔 𝐒 𝐈 𝐀 حيث تعيش القصص. اكتشف الآن