3-شِجارُ الهاتف

Start from the beginning
                                    

"أنا آسف على ما بدر منّي سامحيني أرجوكِ"

حدّقت هانا بذلك الأخير مليّاً ثم تخطّته دون أن تجيبه بشيء، أجل هي لم تجبه بشيء بل فقط عملت على تأمّله جيّداً ثم أقدمت على جَرحِ يدهِ النّتنة بكعبها الباهظ أثناء مغادرتها للمكان فابتسم سيفاك من ذلك وراح يقتربُ من والتر ببطءٍ شديد:

"أخبرني إذن كيف تعرّفت عليها"

ابتلع والتر ريقه بخوفٍ شديد ثم تنفّس باضطراب كي يُهيّئ نفسه للإجابة:

-"التقيتها البارحة بسببِ حادثٍ بائسٍ فحطّمت سيّارتي وحاولت دعسي أيضاً"

-"الجنون ذاته، أنتِ لن تتغيري أبداً أيتها الثائرة الإيطالية"

همس بتلك العبارة وهو يسترجعُ حدثاً مشابهاً لهذا... حدث أجبرهُ على العودةِ إلى زمن قاسٍ كان فيهِ مُجرّد مراهق أبله يبلغُ من العمرِ أربعة عشر عاماً...

••••

عودة إلى الماضي

قبل 12 سنة:

خرج داميان من المدرسة دون أن يُكلّم أحداً فهو يرفضُ الاختلاط بالغيرِ أثناء الغضب لكن تلك الثائرة الصغيرة لم تكن لتتركهُ وحيداً لذا وقفت في وجههِ بشكلٍ مُفاجئ وسألته دون تفكير:

-"أين كنت داميان؟"

-"أغربي عن وجهي هانا"

"أتريد سماع سلسلة من الشتائم أم ماذا؟"

أخفض داميان رأسه بيأس ثم تنهّد بقلّة:

-"المدير العاهر لم يسمح لي بالدخول نظراً لتأخّري الدائم عن الحصص"

-"وككل مرّة والدك هو سبب تأخرك أليس كذلك؟"

-"أجل...هو لم يسمح للسّائقِ بإيصالي بل وأخبرهُ أن لا يدعني أقترب من سياراته لأنّها أغلى منّي"

ابتسمت هانا بمكرٍ ثم رفعت عينيها صوبهُ ونبست بنبرةٍ جنونية:

"سياراته تعني له الكثير إذا، جميل أحببتُ الأمر"

اتّسعت ابتسامتها بشكلٍ أكبر ثم ابتعدت عن داميان ببطءٍ شديد لكنّه استوقفها بسؤالهِ المُفاجئ

-"إلى أين أنتِ ذاهبة"

-"إلى جحيمِك"

أنهت كلامها لتُمسك بيدهِ راكضةً معه إلى حيث كان ينتظرها السائق ثم ما إن ركبا السيارة طلبت من العم جيانكارلو أن يوصلها إلى قصر دي كارنيثيا ففعل الأخير ذلك دون أن يُنبس بحرف ثم بعد نصف ساعة من القيادة أوقف السّيارة في المكانِ المُتّفقِ عليه فضحكت هانا بحماسة واسترسلت:

"عمّي جيانكا، ناولني سلاحك من فضلك"

"ماذا!"

ابتسمت هانا بخفة ثم علّقت من جديد بينما ترمش ببراءة:

The thug's hybrid✓Where stories live. Discover now