2-الدقيقة السّحرية

Comenzar desde el principio
                                    

"موعدنا غداً على الثامنة صباحاً آنسة هانا، إن تأخّرتِ بدقيقة واحدة فلا تُكلّفي نفسكِ عناء الدّخولِ إلى الشّركة"

خرجت من المكتبِ كما لو أنّ كلامه لم يخترق مسامعها فجلس بدورهِ من جديد يُحاوط وجهه كمحاولةٍ منه للسّيطرة على نفسهِ فهو ومنذ ذلك اليومِ البائس لم يشعر بالسّعادةِ حتّى لمحها من جديد.

•••••

بعد مدّة
في الفندق

دخلت هانا إلى غرفتها الفاخرة فرمت حقيبتها على الأريكةِ بإهمال ثم تقدّمت من السرير لتشرع في هزّ هايلي تريد إيقاظها من سُباتها وأنذاك فقط بدأت الأخيرة في الشّتمِ بغضبٍ تخبرها أن تدعها وشأنها لكن هانا لم تتوقّف عن هزّها بل أرفقت حركتها تلك بكلامٍ بالغ الجدية:

"لا وقتَ لدينا هايلي، دعينا نذهب إلى منزلِ آيدن قبل أن يُغادر ونبقى في الشّارع"

نهضت هايلي عن سريرها بسرعةٍ رهيبة فاسم آيدن وقع على مسامعها كألفِ نغمةٍ تنبيهية حيثُ فتحت فاها بصدمة وعلّقت بجدّية

-"هل سنمكثُ عند آيدن!"

-"أجل عزيزتي فهذا ما قالته شاكيرا خاصّتي"

تذمّرت هايلي كطفلةٍ صغيرةٍ أُجبرت على زيارةِ طبيب الأسنان حيث امتعض وجهها وارتعشَ جسدها بتوتّرٍ قبل أن تتكلّم بنوعٍ من التّهرب:

"لا أستطيع مُرافقتكِ هانا، أعني أنا لا أستطيع البقاء مع آيدن في مكانٍ واحد فقد لا يكون مرتاحاً بتواجدي هناك"

عقدت هانا حاجبيها باستغراب ثم علّقت وهي تُناظر هايلي بهدوءٍ مستفز:

"لمَ تتحدّثين كما لو أنّني زوجته وأحتاج إلى الاختلاء به؟"

أغمضت هايلي عسليّتيها تُحاول السيطرة على أعصابهما ثم ابتسمت مُعترضةً:

-"عزيزتي هانا، حاولي أن تفهميني وإلّا شتمتكِ... أنتِ ابنة عمّه وهذا ما يبرر بقاءكِ معه لكن أنا بصفتي من سأبقى في منزله!"

-"بصفتكِ أقرب صديقة لابنة عمّه"

قالتها تلك السمراء الجميلة وهي تعبثُ بخصلاتِ شعرها البني بكلّ أناقة فضحكت هايلي بعلو ثم ضربت السرير عدّة مرّاتٍ قبل أن تُعلّق بنبرةٍ مضحكة:

-"تبّا لكِ هانا..دائما ما أجدني أوافق على كل ما تطلبينه منّي رغم أنني في الحقيقة لا أزال رافضة للأمر"

ابتسمت هانا بخفّة ثم لم تجد نفسها إلّا وهي تُعانق صديقتها الوحيدة تخبرها بأنّها الأفضل وطبعاً ردّ هايلي أنذاك لُخّص في كلمة "أعلم"...

هكذا فقط ابتعدت الفتاتانِ عن بعضهما البعض فجهّزت هايلي نفسها بسرعة ثم راحت تُساعد هانا في حملِ الأمتعة لينتهي بهما الأمر داخل تلك السيّارةِ الفاخرة أين أصبحت مُدلّلة السّفاح هي المُتحكّمة حيث انطلقت بسرعة رهيبة تريد بلوغ بيتَ آيدن في دقائق قليلة ولأنّ هانا لا تكلّم أحداً أثناء القيادة باشرت تلك الشقراء الأنيقة في تأمّل المناظر الجميلة، تتأملها وهي تستمع إلى تلك الأغاني الحزينة التي دائما ما تنجحُ في إحياءِ مشاعرها المقتولة.

The thug's hybrid✓Donde viven las historias. Descúbrelo ahora