1-وعد منسي

Start from the beginning
                                    

"سيّد كارثر، بما أنّنا انتهينا من ترميم المدرسة أريد أن أتكفّل بتصميم فرعٍ آخر على الأرضِ المقابلة"

ظهرت الدّهشة جليّا على معالمِ السّيد كارثر فكلام هانا كان مليئاً بالثّغرات لذا لم يتردد قبل أن يتكلّم مُحاولاً اشباعَ تساؤلاتهِ بأجوبةٍ منطقيّة:

"كيف لنا أن نتوسّع على حسابِ تلك الأرض؟ ثم ألا تظُنّين أنّ المدرسة كبيرة كفاية ولا تحتاجُ إلى فرعٍ آخر!"

طابقت هانا شفتيها ببعضٍ دلالةً على تأهّبها للتّحدث بهدوئها المعتاد:

"لا تقلق فقد حصلتُ على الأرض قبل يومين أمّا بخصوص الفرع الجديد فهو لن يكون للدراسة سيّد كارتر، لأنّني أرغبُ في توفير شيء من الترفيه للمُتعلّمين، سأعمل على بناء قاعات رياضية وأخرى للتّسلية بهدفِ التّصدي للملل."

أُعجِب الأخير بالفكرة كثيراً وربّما لهذا السبب لمعَت عيناهُ بفخرٍ لم يحاول إخفاءه حتّى حيث ابتسمَ لتلك الشّابة الجميلة بلطافة ظهرت جلّيا على معالم وجهه:

"شكراً على كل شيء بُنيّتي..بفضلكِ أنت عادت المدرسة إلى نشاطها، عادت بعدما أغلقت أبوابها لسنوات طوال"

تنهّد بحسرة يتذكّر ذلك الحادث الذي غيّر كل شيء، الحادث الذي جعلَ مِنهُ رجلاً ضعيفاً وجعل من هانا فتاةً كئيبة مخذولة من الحب فلم يكن ليخرج من دوّامةِ الماضي لو لم تتحدّث تلك الجميلة دون أن تُظهر شيئاً من مشاعرها:

"لا شُكر على واجب سيّد كارثر، سأستمر في تقديم المساعدة بشكلٍ دائم لأنني نشأتُ في هذه المدرسة"

أنهت كلامها لتنهض عن الأريكةِ مُبتسمةً ثم صافحت ذلك المدير مرّة أخرى وغادرت القاعة بالشموخِ ذاته، فهي فتاة معروفة بغرورها وشموخها بقدرِ ما هي معروفة بهدوئها ورقّتها..

وقفت بدورها أمام سيّارتها ثم ركبها فاتحةً نوافذها لتشرعَ في تأمّل تلك المدرسة بالحنين ذاته وقد ظلّت على ذلك الحال إلى أن وصلتها رسالةُ والدتها التي كانت على النّحو الآتي:

"عودي إلى القصرِ حالاً فأنا ووالدكِ اللعين بحاجتكِ"

ضحكت رغماً عنها حين قرأت تلك الرسالة فحرفياً هي الآن تشعر بالمسؤوليّةِ اتّجاه والديها لأنّهما مجرّد طائِشينِ يرفُضانِ الكِبر حتى!

استرجعت جمودها وهدوءها لتشرع في القيادةِ بسرعةٍ كانت ستُوصلها إلى المقبرة بدلاً عن قصرِ العائلة، لكن حظّها الجميل أوصلها إلى ذلك القصر الذي لم يتغيّر كثيراً فهي لم تعهدهُ بشكلٍ مُناقضٍ لهذا منذ عيد ميلادها العاشر علماً بأنها الآن في السادسةِ والعشرين من عمرها.

The thug's hybrid✓Where stories live. Discover now