الفصل السابع (ما بين الهوى والعقاب..)

4.3K 134 13
                                    

الفصل السابع
(ما بين الهوى والعقاب..)

يجلس أمامها بصمتِ يحتل معالم وجهه الواجمه ينتظر هدوئها ليقص عليها ما حدث واستكمال حديثه الذي لم تسمع منه سوا بعض الكلمات الخاطئة..

أغمض عيناه بقوه قائلاً بثباتِ: دلوقتي هتمسعيني يا فيروز..

نظرت أمامها تحدق بالفراغ بهدوءِ مريب قائلة: قولتلك مش عاوزه اسمعك ولا اعرف اي حاجه كل اللي عاوزاه اني ابعد عن دا كله واحافظ علي اللي فاضل من نفسي..

قبض علي ذراعها بشىء من الحده واللين قائلاً: مش هتبعدى عني يا فيروز وافهمي كلامي كويس وياريت تسمعيني عشان كل اللي أنتِ فهماه دا غلط مش صح ..

جلس بجانبها علي الفراش ومازال حزنه يسيطر عليه قائلاً: يا فيروز محدش غيرك موجود في حياتي صدقيني ..رغد كانت ماضي وانتهي من قبل ما اشوفك حتي ولا اعرفك..

ابتعدت عن جلسته لتجلس بجانب الشرفة قائلة: واللي شوفته دا كان اي يا رحيم !؟ ولما اعرف ان جوزى كان خاطب واحده تاني قبلي وانا معرفش دا كمان اي؟! ولما ادافع عنك الاقيك بتزعق فيا انا وبعدها إلاقيها في حضنك وانك شايفيني تقيله عليك !؟ دا كمان اي يا رحيم

لتستكمل حديثها بصوتِ مُجهد لتشتعل فيها نيران الغيره من جديد وقد عادت أمامها هيئتهم سويا ..
_ انا نفسيتي مبقتش مستحملة يا رحيم..بقيت علي أخرى مبقتش قادرة ابصلك ولا اتكلم معاك بقيت علي أخرى من كل حاجه عشان كدا انا محتاجه ابعد عن كل حاجه وامشي..

تمردت دموعها وكادت أن تبتعد عن مرمى مُلقلتيه ليجذبها من جديد لتقف أمامه بعيونِ ذائغه بينما هو ينظر إليها بقلقِ وحزن علي حزنها وملامحها الباهتة..

جذبت مرفقها منه وهي تُردد بخفوتِ ونبرات متألمة أكثر قائلة: مش انت قولت اني مجرد وصيه وانك مجبر عليا ؟! يبقي سبني امشي واريحك مني ومن وصيتك واهو استريح انا كمان وبالنسبة للمراث انا مش محتاجه اي حاجه من دا كله ..

مُقلتيها الزرقاء أصبحت داكنه اللون مُحتقنه بالدماء بينما دموعها أصبحت لديها السيطرة الكاملة في تمردها لتصبح كالطفة التائهة..

اقترب منها وهو يمد كفه ليزيل دموعها المُتمرده قائلاً بلين وحنان يكسو نبرته : عمري ما كنت مجبور عليكي .. من اول يوم شوفتك فيها وأنتِ في المستشفي ونظرتك ليا ومن ساعتها وأنا مش عارف أسيطر علي قلبي ولا عقلي إللي علي طول بيفكر فيكي يا فيروز ساعتها فضلت اتصرف بتهور لحد ما خدت موافقتك انك تتجوزيني بحجه اني أحافظ علي ميراثك بس السبب الحقيقي اني مكنتش هقدر انك تبعدى عني..

أزالت كفه من وجنتيها قائلة بعندِ وتخبط: لا يا رحيم انت ندمان اني مراتك .. واكيد عاوز ترجع ليها تاني انا شوفت دا من نظراتك ليها ساعتها ..

أصفاد الصعيد حيث تعيش القصص. اكتشف الآن