الفصل الثالث وعشرون..

5.8K 159 9
                                    

الفصل التالت وعشرون..

تتجول فيروز بالحديقة الخاصة بالقصر بينما عقلها يستعيد حديثه معاها وجفاه الذي يغزو فؤادها بصمتِ .. هل بالفعل يصدق بأنها الجانيه.. هل هي السبب في موتها بالفعل ..؟!
سقطت دمعة هاربة من مُقلتيها لتُزيلها سريعًا وهي تتجه ناحية الإسطبل الخاص بهم ..

جلست بجانب حُصانها المُفضل" رعد" وحصانه أيضًا ..ابتسمت وهي تتلمس عُنقه وهو يستجيب لها وكأنه يشعر بالحزنِ الكامن بداخلها ..
استعاد عقلها ذلك اليوم الذي أصبح رعد فيه حُصانها المُفضل..

***********************
كانت تتجول بالحديقة وعيونها تتلألأ بإندهاشِ بسبب تلك الورود النادرة التي تراها لأول مرة..
تلمست تلك الازهار وهي تشم رائحتها الطيبة.. لتتفاجأ بتلك اليد الحاضنة لها من الخلف ..
ولكن عادت لثباتها عندما علمت ماهيه الشخص،اعتدلت وهي توجه انظارها للخلف قائلة: حلو اوى الورود دى يا رحيم ..شكلها مميز اوى ..
اقترب رحيم منها وابتسامته تزين ثغره قائلاً: دا عشان عيونك أنتِ اللي مميزة يا قلب رحيم ..

عادت مُقلتيها تتجول علي تلك المناظر الخلابة أمامها..
أصبح كفها اسير كفه ليتجه بها إلي روحه وسكونه الآخر "الإسطبل"
انطلقت كلماتها وهي في استغرابِ من أمره مُرددة: رحيم انت عارف اني بخاف من الخيل وبخاف اركبه او اقرب منه اصلا..
انطلقت ضحكاته عليا ليُردد قائلاً: مينفعش يكون جوزك خيال اد الدنيا ويكون الإسطبل عشقه ومراته تخاف من الخيل ..
عبس ما بين جبينها قائلة: هو غصب احبهم يعني يا استاذ رحيم !؟..

اقترب منها أكثر وهو يهمس بجانب أذُنها اليمني قائلاً بنبرآت خافتة: واللي يخليكي تحبي الخيل يا فيروز !؟..

اتجهت فيروز للجهه الأخري قائلة: مش هتعرف أنا عارفة!..

استكمل حديثه وهو يسحب يديها لتصبح خلفه بينما تتبع خطواته بسبب مقبض يديه لتنتبه لصوته قائلاً: خليتك تحبيني بعد ما كنتي مش طايقانى .. متخيلة بقي إنه صعب عليا اخليكي تحبي الخيل كمان !؟..

استكانت خطواته ليقف أمام ذلك الخيل الأسود والذي يتمتع بجمال خلاب خصوصًا مُقلتيه الواسعة والبنية لتشبه عيون رحيم ولكن ما يزيدها جمالاً ذلك البريق المُضئ بداخلها ..
اقترب رحيم منه وهو يضع يديه علي رأسه بهدوء وابتسامه تُزين ثغره ليعلو صهيله وهو يلف حول رحيم في سعادة وخفة..
نظر رحيم إليها مرة أخرى قائلاً بصوتِ راعد: دا بقي يا ستي رعد خيلي المُفضل وكسبت بيه مسابقات كتير انا وهو كبرنا سوا .. ابوه كان خيل ابويا المُفضل برضو ..

ابتسمت فيروز بتعود خطوه للخلف وهي تجاهد لعدم الفرار من أمامه بسبب ذلك الخيل الذي تهابه..
لتتحدث بخفوتِ قائلاً: في حد برضو يسمي الخيل بتاعه رعد يا رحيم !..
كادت بالفرار من أمامه ولكنها تفاجأت بيدِ تسحبها لتعود تلك الخطوات التي تراجعتها مرة أخرى..
أصبحت اسيرة لذراعه الأيسر وفؤاده اغمضت مُقلتيها وهي تشعر بقرب ذلك الخيل منها وضربات فؤادها تُقرع كالطبول من قُرب رحيم منها ولكن ليس أمامها خيار آخر فخوفها تغلب علي خجلها  لتتخذ أحضانه مخبئ لها لتُردد بخوفِ ونبرآت خافتة : كفاية كدا يا رحيم ..!انا بخاف منهم بجد خليني امشي ونبي ..

أصفاد الصعيد حيث تعيش القصص. اكتشف الآن