الفصل الاول (ما بين الهوى والعقاب..)

6.5K 127 22
                                    

الفصل الاول 
             (ما بين الهوى والعقاب..)

"يعلم الفؤاد بإنه غير قادر على الحياة من جديد ولكنه في حالة تمرد دائم.. يحاول التمسك ب الحياة  من أجلها.."

انتشر الهرج والمرج فور انطلاق الرصاص المتتالي في قصر الهوارية .. ليقفز زكريا للداخل في حاله من الزعر بينما كافه السيناريوهات المتنوعة قبعت في عقله في تلك الثواني القليلة للداخل ..
اختلفت معالم وجهه للفزع وهو يرى جُثمان قاسم مُلقي علي الارض وكأنه لفظ أنفاسه الأخيرة مُنذ لحظات..
اتجهت أنظاره للجهه الأخري حيث الجُثمان الآخر مُلقي وحوله الجميع في حالة من النِواح وأخرى من الصدمة وعلي رأسهم فيروز تحاول إنعاش فؤاده وابقائه علي قيد الحياة...
عاد زكريا من شروده علي صوتِ غليظ يكرر اسمه  .. التفت زكريا إليه قائلاً بخوفِ: اؤمر يا رحيم بيه ..

_ جهز العربية بسرعه يا زكريا..

انطلق رحيم للخارج ركضاً ليتبعه زكريا ومازال الفزع يسيطر عليه..
بينما تجلس وداد بصمتِ يحتل معالم وجهها ويديها تتحسس انتفاخ بطنها وتُردد بضع الآيات القرآنية لتهدئه روعها ، انقبضت أنفاسها وهي تراه يُجاهد في التقاط أنفاسه لتنهمر دموعها علي وجنتيها مُردده بخفوتِ: يارب .. يارب ..

بعد عده دقائق..
تجلس بجانبه بإلمِ يعتصر فؤادها ؛ تشاهد حوله تلك الاسلاك الطبية الموصوله ب قلبه والاخرى في صدره .. دائما تراه مُبتسم لم يصمت كل ذلك الوقت من قبل والان يحتل التعب وجهه..
اغمضت مُقلتيها بإلمِ اكبر بينما دموعها تهبط بغزارة علي وجنتيها مُردده بخفوتِ: لو سمحت قوم متسبنيش لوحدي يا كرم ، انت عارف انك كل حاجه ليا!.. مش هعرف اعيش من غيرك ، قاوم وعيش عشاني وعشان ابننا  ..

اقتربت ريم  بجانبها لتُعينها قائلة بصوتِ باكي : هيقوم وهيبقي كويس بس دلوقتي لازم تسبيه يرتاح عشان مينفعش اللي إنتِ عملاه في نفسك دا يا وداد.. وعشان ابنك مينفعش انهيارك دا ..

اؤمت رأسها بالنفي قائلة : لا مش عاوزه اخرج انا عاوزه افضل معاه وهو اكيد سامعني يا ريم صح ؟! ..

اخذتها ريم لاحضانها لتُربت علي ظهرها قائلة بنبرآت هادئه تحاول فيها إخفاء حُزنها : اكيد سامعك يا حبيبتي بس اللي بتعمليه في نفسك دا حرام وكمان لما يسمعك ويعرف انك ضعيفه كدا هيحس ب اي!؟.. تعالي معايا نصلي وادعي لربك كل اللي جواكي وان شاء الله هيبقي زى الفل .. 

قاطع حديثهم صوت تنفسه السريع وكأنه يُجاهد ليبقي علي قيد الحياة ولكن انتفاض جسده اصبح الطاغي علي قوته وإرادته بالحياة ..
اسرع الطيب للداخل ليرى مؤشراته مُستخدمًا الصدمات الكهربية لإعاده انفاسه من جديد ..

بينما علي الجانب الآخر تقف كالبلهاء احتلت الصدمة معالم وجهها بينما تجمد جسدها فلم تعد قادرة على الحركة لتنتشر رعشتها علي انحاء جسدها .. لم تشعر سوى بيدِ تنقلها لخارج الغرفة المتواجد بها هو ومجموعة من الاطباء والممرضات..
لم تقوى علي اي رده فعل لم تشعر بالهرج والمرج من حولها كل ما تفعله هو ترديدها المُتكرر لإسمه بينما أنظارها مُعلقة عليه بالداخل من زُجاج الغرفة الكاشف له ب الخارج .. تشاهد انفاسه الصاعدة والهابطة بصعوبة بالغة..

أصفاد الصعيد حيث تعيش القصص. اكتشف الآن