p. 5

125 4 0
                                    

                       /____________\

صفحه ١٨٠

امضيت اليوم كله في المستشفي مع اخي.. كنت بحاجه لبعض العنايه الكامله بسبب انتكاستي الاخيره، لم يتركني ابدا امضي الليالي وحدي في هذه الغرفه الكئيبه المليئه بالاجهزه،  يظل دائما بجانبي، اتعلمين! إن كنت سأختار شقيقا فحتما كنت سأختاره.. لعلكي تسألين عن سبب ذكري له دائما بلا توقف والثناء عليه حتي وإن كنت لن احكي عنه ولكن مكانته عندي كبيره، نهضت من الفراش وحدي بعدما ذهب هو لاحضار بعض الملابس له، اتضح بأن من الافضل لي ان اقضي يومين تحت الرعايه وكنت اشعر اني بخير، ولكن حين تصل لهذه المرحله من المرض عليك الخضوع لاوامر الدكتور ليطمئن قلب احبتك ليس الا.. ذهبت لاحضر بعض الماء البارد من خارج الغرفه فتسنح لي الفرصه بالتجول قليلا في الاروقه القي السلام وارسل بعض الابتسامات لهؤلاء الزائرين المألوفين، فعلي كل كلنا نتشارك الاما واحده.. وهنا وجدت ما دفعني للتعرف عليك، هاتف ملقي علي طاوله بجانب حمام السيدات، طرق علي الباب فلم يجب احد.. انتظرت قليلا ثم فتحت الباب فوجدته فارغا، نظرت لساعتي لاجدها العاشره مساء وبالتأكيد كل الزائرين قد رحلوا والمرضي لا يستخدمون الحمامات الخارجيه بالمستشفي، فكل منهم يستخدم حمام غرفه المريض الخاصه به.. اخذت الهاتف وتجولت باتجاه غرفه التمريض وسألت بخفه ظل عن اي شئ مفقود منهم فأجاب الجميع بالرفض.. خمس دقائق بالتمام ورن جرس الهاتف المجهول في يده برقم غريب فأجابت..

- الو..
- الو.. ممكن اعرف حضرتك لقيت الموبايل فين؟
- اه.. هو كان في المستشفي علي باب الحمام..
- ياربنا! طب الحمد لله إنه موقعش في الشارع..
- والحمدلله إن انا اللي لقيته..

ضحكت باطمئنان لان هاتفها لم يسرق كما ظنت..

- انا حازم.. قاعد في اوضه ٨ بكرا إن شاء الله اول ما تصحي تعالي خديه.
- لا صعب اول ما اصحي.. هعدي عليك بعد الشغل تمام؟
- خلاص مفيش مشكله، انا بكرا طول اليوم هنا.
- طيب تمام..  اه معلش ممكن تخلي النت مفتوح عليه علشان محتاجه افتح الواتس اب علشان الشغل ولو فصلته من عندك مش هيفتح عندي..
- اه اكيد.. بس مش غريبه الموبيل مش عليه اي باسورد؟
- مش عارفه اقولك ايه.. جدو كان بيلعب عليه لما كنت عنده وللاسف شلتله الباسورد بس هو الصور والفيديوعات عليها باسورد من جوه.
- طيب تمام.. ده امان ليكي اكتر.. هسيب النت مفتوح ومكنتش هفتح صور ولا فيديوهات متقلقيش..
- شكرا ليك.. اشوفك بكره بإذن الله.

وضعت الهاتف في جيبي وعدت ادراجي الي الغرفه فوجدت حسن يركض باتجاهي وتوقف فور رؤيتي وتبدو عليه علامات الخضه والقلق..

- لا مش للدرجه لو مت مش هينقلوني من الاوضه قبل ما يقولولك.
- بعد الشر عنك.. بطل تتريق عليا يا حازم.
- خلاص متزعلش.. تعالي سندني مش قادر امشي لوحدي..

"البعض لا يرحل ابدا"Where stories live. Discover now