p.1

451 7 0
                                    

تلك اللحظه التي تدرك بها انك ما زلت حيا لم تمت ،ولم تنتهي من كل هذه المعارك المرهقه لحظه انطلاق جرس المنبه بجانب فراشك -- هذا المكان الوحيد الذي تنتمي إليه فتبدأ بالاستيقاظ تدريجيا وتتذكر كل شئ،الالم الموجود بداخلك منذ البارحه وقبلها..التعب الجسدي البشع الذي اصابك بعد بكاء لم يوقفه سوي النوم.. التفكير الزائد والخوف والقلق المفرط ،واخيرا وليس اخرا الشعور بالرفض،تبدا كل المشاعر بالعوده واحده تلو الأخري وانت في المنتصف تتمالك بقايا نفسك،فما هي إلا بدايه اليوم ليس إلا ،واذا بدأت في البكاء الآن كيف لك أن تخوض معركه اليوم لاخره؟..

جلست معتدله علي الفراش وعيونها تدمع،ولكن عقلها في حاله تجاهل تامه،فهي لن تعترف بهذه الدموع في العاشره صباحا..ليس الان،خطت خطوات بسيطه نحو باب الغرفه وفي يدها الموبايل لتفتح الواي فاي لعل صديقتها أجابت المائه رساله الفائته..كما توقعت عشره رسائل تحمل كلمه Delivered فقط..تركت الهاتف بعيدا وكأنه هو من خذلها وذهبت الي الحمام،فجزء هام جدا من روتينك اليومي هو حديثك الهاتف مع مرٱه الحمام الخاصه بك...

_ مش عايزه اروح الشغل..مش قادره اتعامل مع حد..
_ باين عليا تعبانه صح؟تحت عيني اسود جدا..
_ مش هيحصل حاجه لو غبت النهارده كمان..
_اااااه..لازم تنزلي..هتنرفدي بقالك ٣ايام بتعتذري..
_كلهم عايشين حياتهم يا رنا..كلهم عايشينجدا،مشوفتيش الاستوري بتاعتهم؟ كلهم عايشين وبيخرجوا وانت بس اللي هتترفدي وتحت عينك بقي اسود وبتحاربي في حاجه مش وقتها..فوقي.
_ بس انا مش عارفه اعمل مش واخده بالي..مش عارفه!

نغمه هاتفها تملأ المنزل بالخارج<لعلهم اخيرا تذكروها؟" ركضت نحو الغرفه متناسيه أن تضع ما خلعته من الملابس..فقط والدتها تتصل..

_ صباح الخير يا ماما..
_ صباح الخير يا رنا ..ايه الاخبار؟
_الساعه١٠الصبح مفيش اخبار.
_في اي يا رنا؟
_ في أي يا ماما؟!
_ بتتكلمي معايا كده ليه هو فيه حاجه؟
_ أنا عملت حاجه دلوقتي علشان تقولي كده؟ولا هو حر شكل وخلاص؟!!
_ انت مش سامعه نفسك؟

حاله مفرطه من العصبيه تتملكها ولكن ليس الان..لم تعلم بعد تحقيقه ما تبحث عنه ، لايمكن أن تبدأ في التغير والتمرد بعد..

_ اسفه يا امي مش قاصده،انا ليه صاحيه ومتأخره..
_ طيب بصي أن....

دق جرس الباب فاتجهت نحوه بكل تلقائيه ولكن تذكرت انها بلا قميص وبالكاد تستمع الي ما تقوله والدتها..يدق الجرس مره واحده لتزيد حده العصبيه وتندفع قائله <مش وقته يا ماما معلش معلش استني>..

_ جايه خلاص هي مره واحده مش ٥٠ مره!

ارتدت اول شئ قابلته كان ملقي علي طرف الكنبه وذهبت بهجوميه نحو باب الشقه وفتحته لتصدم بباقه زهور زرقاء يحملها رجل توصيل متوسط العمر تبدو عليه الطيبه..

&quot;البعض لا يرحل ابدا&quot;Where stories live. Discover now