Part 6

11.1K 442 22
                                    

•••

أُغلقت صفحة البارحة و انطوت، ففُتحت صفحة اليوم و بدأت

لم يكن صباحاً هادئاً مُطلقاً فقد عمّ بالضجيج وسط تلك الغرفة التي شهدت فاحشة بين شخصين يراه المجتمع صديقين لا أكثر

كان كلاهما قد ستروا أنفسهم بلباسهم الداخلي بعد أن نهضوا بحالة من الذهول وهم ينظروا لوضعيتهما أو حالهما الذي كانوا عليه

لم يكن سوى ذلك الألم الذي اجتاح تايهيونغ قد جعله ينهض من سُباته و يرى صلب الآخر مازال يُحشر بداخله

لقد صُعق تماماً و لا يقل جونغكوك عنه، كلاهما داخل صداع لا مُنتهي و هم يحاولوا تذكر ما يحدث... نعم بالفعل، هم بدأوا بتذكر القليل مع الوقت و لكي تغزو ذاكرتهم كل أحداث الليلة الماضية سيتطلب وقتاً، فعقلهما أصبح متعباً وهو يحاول استيعاب ما حدث

"كيف حدث كل ذلك! كيف تسمح لهذا أن يحدث!"

صاح به تايهيونغ ما أن وقف أمامه يُعاتبه بأكثر نبراته حدّة و غضب

"لا تتحدث و كأنني كنت بوعيي حينها! لقد كنت ثملاً مثلك و لا أعلم كيف حدث كل ذلك و انتهى الأمر بنا في تلك الطريقة!"

رد عليه في مِثل نبرته، كليهما لا يعلم من يلوم، فَهم المَلام الوحيد عن ما حصل

"مهما حدث وسوف يحدث، جونغكوك عليك دفن كل ما تذكره في هذه الغرفة، و.والأفضل... أن ندفن كل ذكرياتنا بها أيضاً"

حادثه بخيبة أمل واضحة، نعم، هو لا يلوم جونغكوك عن ما حدث ولكن حدث الأمر بالطريقة التي لا يريدها ولم يُردها القط

لقد أحبه ووقع له عميقاً و الآن، أصبح لا يشعر بتلك المشاعر البتة، كل ما يشعر به أنه كان كالعاهر بين أيادي من يراه صديقه المقرب، ليته يذكر اعترافهما لبعضهما ليلة البارحة، لو يذكر جمال صدق مشاعرهما و حبّهما

"أ.أنا آسف عن ما حصل"

نبس بينما يناظر الأرضية بعدم تصديق، هو أصبح متأكداً الآن أن علاقتهما لن تُصلح مجدداً بعد الذي حصل، يلوم نفسه و يرى أنه السبب مع أنه لا يذكر تماماً كيف بدأت الأمور، إلاّ أنه يعرف نفسه تماماً، في وعيه أم لا هو يبقى جونغكوك المتلهّف للجنس

لقد أراد أن يصلح الأمور معه و مع تايهيونغ و الآن ما الذي سوف يصلح قلباً خُذل مِن مَن طرق لأجله؟..

•••

"سيدي الصغير، لقد عاد الوالد للمنزل، لقد اهتممت بالموضوع وأخبرته أنك في منزل الجدّة"

تحدث الحارس الشخصي ما أن دخل تايهيونغ بوابة القصر بوجهه الذّابل الحزين، فأومأ له بابتسامة مصطنعة فهو لم يستطع الابتسام بحقيقية

كان بالكاد يستطيع المشي فَمع كل خطوة كان يخطوها كان يعرج بألم، يحتاج لحمامٍ بارد يطرد فيه انكساره و يريح به أعصابه

ولكن عن أي راحةٍ نتحدث والمشاكل بحياته لا تنتهي و إن انتهى من واحدة كانت تخرج له أخرى

فور ما أن دخل المنزل قد رأى والده برفقة شابّةٍ تبدوا في عمره و برفقتها والديها كما يبدوا

لم يعرف هويّة أحدٍ منهما، لقد كانوا ينظروا له و يتحدثوا بتعجب و ما سمعه تايهيونغ كان تغزّل الوالدة بحُسن وجهه و جاذبيته

"عن إذنكم قليلاً"

نبس والده ما أن نهض من مضجعه و ذهب ناحيته يأخذه معه لإحدى الأماكن الفارغة و البعيدة عن الصالة المتواجدين بها

"من هؤلاء؟"

سأله يناظره بشك فيبدو أن والده يحضّر له مفاجئة كعادته، مفاجئة سيدمر بها حياته بلا شك

"استمع إلي أيها المعتوه، لقد قررت تزويجك من ابنة صديقي التي في الخارج، وهم هنا الآن حتى يقابلوك، إن تجرأت و تحدثت بالتّراهات عليك أن لا تلوم سوى نفسك بما سيحدث بعد ذهابهما، اذهب لترتدي شيئاً مناسباً و عُد لكي تجلس معنا و تتحدث مع الفتاة، و لا تعتقد بأنني سأتغاضى عن المبيت خارج المنزل دون إذني"

كلامه كان كالسّاعق قد سعق قلبه المَخذول، صدمة هذا الصّباح لم تكن شيئاً أمام ما يحدث الآن

"ما الذي تتفوه به!"

لم يستطع مسك نفسه من الصراخ و إذ به صاح بأبيه غاضباً ما لم يستطع عقله تقبل الأمر و كل ما تلقاه هي صفعة والده التي قد هزّت كيانه

"إياك و رفع صوتك علي!"

"إلى متى سوف تستمر بهذا!؟ رأيت ما كنت تفعله بي من عذاب لا شيء و جأت لكي تزيدها علي؟ أنت حتى لم تأخذ إذني و كأنك أنت من سوف يتزوج و ليس أنا!، هل في يوم سألتني عن أحوالي؟ هل في يوم اكترثت لأمري حتى؟ هل سألتني لو كنت أحب أحد ما؟، توقف أرجوك أنا مجرد إنسان و لم أعد أحتمل"

حادثه بأكثر نبراته كُسراً و ترجّياً، الحياة أهلكته و إلى أقصى درجة، كلمة صغيرة الآن أصبحت من الممكن أن تدمره

"إذهب و نفذ ما طلبته منك الآن دون أي كلمة"

جواب والده القاسي جعله متأكداً أنه لا يملك ولا أي ذرّة مشاعر و لا يوجد أيّ فرصة لإقناعه، حتى دموعه أبت النزول في تلك اللحظة، فقد أصبح مكتفياً

•••

Save Me | TK +18 مُكْتَمِلَةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن