الفصل السادس (ما بين الهوى والعقاب..)

4.5K 126 20
                                    

الفصل السادس
(ما بين الهوى والعقاب..)

حبيسة غرفتها مُنذ الصباح لا تريد الخروج ومواجهة المشكلات المنتشرة حولها تشعر بعدم قدراتها علي الحديث مع الأخريين ..
جلست علي الأريكة بالقرب من شُرفتها لتتصفح هاتفها لعل الوقت يمضي بسرعة خرجت منها تنهيدة ثقيلة أحرقت روحها المُرهقة، أغمضت عينيها بضيقِ لتسيطر عليها ضباب ذكرياتهم بينما عقلها يكرر حديثه الاخير " حبه لها "..
أفاقت من آفاق عقلها علي صدح هاتفها بنبرته العالية ولكن لم تعلم من المُتصل ف الرقم الظاهر أمامها بدون اسم ..
تجاهلت المُتصل ولكن مع تكراره ظنت حدوث أمر طارق
لتُجيب قائلة:
_ السلام عليكم..

دقيقه مرت ولم يأتيها الرد ضاق ما بين جبينها في استغراب ولكن فؤادها يعلم ماهيه المُتصل و عقلها يُوبخها علي ذلك..
اعتدلت في جلستها لتُعيد حديثها قائلة: السلام عليكم..مين معايا؟!

أجابها بنبرة مُهتزة مُحمله بإشتياقِ قائلاً:
_ريم..
خفق فؤادها بعنفِ فقد صدق حدسها ولكن أجابته بحده قائلة: اتصلت ليه تاني يا دكتور كريم!؟ وجبت رقمي من مين!

تنهد بتعبِ مُردد بخفوتِ: مش مهم جبت الرقم ازاى ومن مين بس اديني فرصة واحده بس ..فرصه اثبتلك اني بحبك وأنه كان غصب عني يا ريم بس اسمعيني..

شعرت بصراع عقلها الغير مُسامح وقلبها الذي يريد إعطائه فرصة أخرى لعله صادق..
هدأت ثورتها قائلة : مش قادرة يا كريم حاسه ان قلبي مخنوق ومش عارفة افكر .. كل ما اقول هديله فرصة يرجع كلامك يرن في عقلي تاني ويخليني اكرهك اكتر ..

ارتسمت ابتسامة مُتعبة علي وجهه المُرهق قائلاً: أنتِ مش بتكرهيني يا ريم وكلامك دا أشد دليل علي كدا وأنا غلطان يا ريم وعندك حق في كل حاجه بتعمليها وانا هفضل لحد اخر يوم في عمرى بطلب انك تسامحيني وتديني فرصة تاني..

أزالت دمعتها الهاربة ومازالت تمسك الهاتف بيدها تود أن يغفر فؤادها ما فعله..
تحكمت بدموعها المُنسابة قائلة: مش قادره ولا عارفه اعمل اي ..
اغلقت الهاتف علي عجل لتُلقيه بعيد عنها وتلقي نفسها علي فراشها تحتضن وسادتها بينما دموعها تمردت علي وجنتيها لتصبح مُقلتيها الخضراء رمادية..

بينما علي الجهه الاخرى أغمض عيناه وهو يشعر بحزنها ف لديها كل الحق في البُعد عنه فما فعله ليس بهينِ لها وله ولكن يتمني أن تسمعه علي الاقل..
تلألات مُقلتيه وهو يعيد احداث السنوات الماضية وسبب تغيره معاها..

"سكُت وصدري فيه تغلي مراجلُ وبعض سكوتِ المرءِ للمرءِ قاتلُ وبعضُ سكوتِ المرءِ عارٌّ وهُجْنَةٌ يحاسَبُ من جّراهُما ويُجادَل"

**********
في المستشفي..
تجلس فيروز بالخارج في إنتظار خروج وداد من غرفة كرم وفي عقلها الكثير من السيناريوهات حول علاقة رغد و رحيم كلما أغمضت عينيها تتهييء أمامها صورتهم سويا..

أصفاد الصعيد حيث تعيش القصص. اكتشف الآن