لقد كانت فاتنة جدّا وقناعها الذي أخفى وجهها لم يزدها سوى فتنةً لكن ككلّ مرة ذلك العريس السيمفوني لم يكلف نفسه عناء رفع سوداويهِ والتّحديق بها حتّى بل فقط باشر قي تحريكِ الكأسِ التي بين يديه سجارة غليضة بين اصابعه متكئا على اريكة فاردا ساقيه بحركة مريحة قائلا فيها أنه لايهتم بلعنة هذا الحفل  متذكّرا أثناء فعلهِ لذلك تلك الجميلة تايلر...الشقراء التي غزت قلبه دون إذنهِ... عازما على إلتقائها في أقرب وقت لكن يجب عليه التخلص من هذه اللعنة أولا  ...

"تبا تبا تبا كم يبدو وسيم"

كان ذلك صوت تايلر..أجل كانت هي لذا ضغطت ليلي على يديها بغضبٍ ثم نبست

"عزيزتي تايلر إن لم تختفي حالاً فأعدكِ أنّني سأحذف أغانيكِ بشكلٍ نهائي وسأشوّه وجهكِ كي لا تجرئين على الصعود إلى المسرحِ من جديد"

انتظرت الأخيرة أن يصلها صوت تايلر الغبية لكن لا شيء وصلها لذا ابتسمت بخبثٍ مردفةً

"جيد جدّا...فتاة مطيعة"

بهذا فقط تقدّمت من الرقعة التي كان يقف فيها زوجها المستقبلي وتجاهلته تماماً  كأنه حشرة كما تجاهلها عندما دخلت إلى القاعة فشعر هو بالغرابة محدقا فيها بعمق  من تصرّفها ذلك ووجد نفسه لا إرادياً يتتبّع حركاتها التي لا تدل سوى على تناقضها ...

أخفت ليلي ابتسامتها  الساخرة بصعوبة وأمسكت زجاجة مشروبٍ بعشوائية ثم فتحتها واضعةً إيّاها بين شفتيها لتباشر في الارتشافِ منها بكلّ أناقة ثم تزامناً مع انتهاءِ زيفار من احتساءِ مشروبه وضعت هي تلك الزجاحة على رُخامِ البار فتقدّم زيفار منها ثم التقطها يريد الاحتساء منها لكن ليلي علّقت بسخرية قبل أن يفعل ذلك

"يمكنك أخذ واحدةٍ مُباشِرة"

زيفار لم يحرّك ساكناً أنذاك كما لو أنّ كلام هجينة الشّر لم يصل حدّ مساعده بل وببرودٍ ينافس الصقيع تحدّث مجيباً إيّاها

"لا تتدخّلي في شؤوني "

"هل حقّا تعتقد أنّني أتحدث عن الزُّجاجة؟"

قالتها ليلي بسخرية واستهزاء ثم اقتربت منه مكملةً كلامها بهدوء

"بحقّك عزيزي، إنّني أتحدث عن القبلة غير المباشرة التي ستحصل عليها عندما تشرب من زجاجتي لذا فقد أخبرتك عن إمكانية الحصول على واحدة مباشرة فزوجتك المستقبلية ليست بمتحفّظة"

تقدمت منه ببطئ كادت تدخل وسط ضلوعه ثم رفعت يدها  وبأصابعها الرفيعة لامست شفته السفلية ماسحة آخر قطرة نبيذ منها ولم تتردد لحظة واضعة نفس الإصبع في فمها متذوقة طعم تلك القطرة ثم ابتعدت عنه
و غمزته بخبثٍ  و ما أن أنهت  كلامها ذاك  شعرت بأنّه على وشكِ التّعليق سبقته و غادرت المكان بطريقةٍ مستفزّة وتركته هناك في صدمةٍ من أمره...فحرفيا تلك الفتاة ستفقده صوابه من جهة هي تستمر في اللحاق به ومن جهةٍ أخرى تستفزّه وتتجاهله...تبّا للوهلةِ الأولى اعتقد أنّها تعاني من اضطرابٍ لعين في الشخصية...

Zifar and youri || زيفار ويوري حيث تعيش القصص. اكتشف الآن