|BL| • منتصف الهلاك

15

عودة إلى اللامكان

إعلان تجاري ضخم ملأ شوارع المدينة لشركة مختصة بالأنظمة الذكية والتكنولوجيا.
كانت هنالك صورة لمالك الشركة تظهر مع الإعلان.
توقف عدد من السيارات عند إشارة المرور ينظرون لشاشات العرض الكبيرة غير مدركين بأن وقت عبور المُشاة قد انتهى وتعالت أصوات أبواق السيارات الأخرى من ورائهم، وكثير من المارة وقفوا يتهامسون في إعجاب شديد من وسامة الرجل ذو الملامح الباردة.

من بين ذلك الحشد عبرت سيارة شياوجان الذي كان يقود ببطء بسبب الزحام ولمحت عينيه شاشات العرض تلك.
قال بسخرية وهو يقترب من وجهته: ياله من رجل!، يظهر أمام العامة كرجل أعمال..بينما هو في الحقيقة...
صمت عندما توقف بسيارته أمام شركة ضخمة مكونة من عشرين طابق.

نزل وهو يمعن النظر في الارتفاع الشاهق ويُفكر " لابد من وجود الكثير من الأشياء في هذا العالم تُثبت للشخص بوجود وجهين لكل عملة ".

.....

في غرفة مكتبية كبيرة ذات أثاث بسيط بداخل شركة ضخمة، يراجع السيد وانغ ييبو بعض الأوراق والملفات بعد أن أنهى إحدى اجتماعاته.
تجلس جيسي على طاولة المكتب بالقُرب منه تضع ساقاً على الأخرى تلعب بخصلات شعرها الشقراء، بينما تسرح في تأمله بعيونها العاشقة.
ولكن الغضب بدا واضحاً على ملامح وجهها بعدما شعرت بالإنزعاج بسبب الاتصالات المتكررة على هاتفه، والتي جعلته يتوقف عما يفعل ويبقى ينظر إلى شاشة هاتفه حتى انقطاع الاتصال!.

لم تتمالك نفسها أكثر ونهضت عندما ورد آخر اتصال قبل نصف ساعة وحاولت أن تُجيب عليه لتعرف من المتصل.
فشعرت بقبضته القوية تُمسك معصمها، ونظر إليها بشراسة: كيف تجرؤين؟؟.
سألت وهي تنظر للأسف وتتحاشى النظر في عينيه: من هذا الشخص الذي يستمر بالاتصال هكذا؟.
ومن أنتي لتسألي؟.، قال عبارته تلك ونهض مواجهاً إياها، وفي لحظات أمسك بعنقها وأصبح يضغط عليه بقوة، ثم دفعها نحو جدارٍ كان وراءها ببضعة أمتار فسقطت أرضاً وهي تسعل بقوة وتحاول التقاط أنفاسها.
تقدم نحوها وهو يقوم بفك الحزام الجلدي عن خصره ويلفه حول يده بينما يقول: أيتها الساقطة!، تعلمين أنني لست في مزاج جيد الآن، فاماذا تُحاولين إغضابي؟.