لشبونة(قصر القيصر)- البرتغال/ عام 2065.
ــــــــــــــــــــــــ
«-كيف عرفتَ أنها ملاك؟
-كانت تعرفُ كيف تحرر النور من الظلام!»ــــــــــــــــــــــــ
سدد زاندر لكمة قوية إلى وجه صديقته الشقراء، فكاد يحطم فكها الناعم، ترنحت لبرهة ثم هوت على أرضية الحلبة متأوهة، و تمتمت بعدما تمالكت نفسها:
-اللعنة زاندر! لا أريدُ فقدان أسناني.
قال ضاحكا:
-لا أريدُ هذا أيضا!
علقت ساخرة:
-لكنك أخذتني غدرًا، هذا ليس عدلاً!
-خطأ! أنتِ التي شردت و نسيت القواعد.
نظر إليها الزنجي باستخفاف، ثم استطرد مشفقا:
-آسف من أجل وجهك الجميل! هذه المرة الأولى التي تسمحين لي فيها بلكمك، ماذا حلَّ بشعلةِ اسكتلندا؟
لاحظ أنها لم تتخلص من ضياعها، فتابع بنبرة صديق مهتم:-هل أنتِ على ما يُرام؟
لم تجبه الفتاة، تحاشت النظر في عينيه، و تلهت بتفقد سلامة أسنانها، فدنا منها رفيقها ملتقطا منشفة، و ألقاها على كتفها متسائلا بقلق:
-أليكس! فيمَ تفكرين؟
و مرة أخرى لم يلتقط منها ردا، فتابع بحذق:
-فاليريا سبب شرودك أثناء التمارين، أليس كذلك؟
-ماذا عنها؟
رفعت عينيها صوبه محاولة التحايل عليه، لكنها فشلت، عيناها الزرقاوان الشفافتان تفضحانها على الدوام، و تقولان الكثير، تأففت متضايقة من عدم قدرتها على الكذب، و صرحت بغير إدعاء:
-آه سُحقا لهذا الوضع! كنتُ أفتتحُ يومي بالخسارة أمام فاليريا على هذه الحلبة، و رغم مرارتي لعدم تجاوز الأفعى الكولومبية و نيل رضى القيصر، إلا أنني لا أحتملُ المكان بدون عجرفتها، من المؤسف أنها في بئر عميقة الآن... و أنني لا أستطيع الوصول إليها لنجدتها!
أنت تقرأ
البحث عن شياطين|Looking For Demons
Mystery / Thrillerإنها الوحيدة التي صوبت مسدسها إلى صدر الوحش و أطلقت عليه بعينيها، هي إيما شيطانة الشرق و سليلة أخطر عصابات جورجيا، و هو سيزار قيصر الغرب و يحرك نصف العالم بأصابعه، تفصلهما حدود لا تنتهي، و أسرار، و حروب دامية، لكن ماذا لو اجتمعا بين سماء رحيمة تمطر...