الفصل 8: لا يحق لك الرحيل!

5.4K 374 99
                                    

قصر القيصر (لشبونة) - البرتغال/ عام 2065.

ــــــــــــــــــــ

«كوني مسخًا لو شئتِ، سأراكِ دائما الجميلة التي وضعت فوهة مسدسها على قلبي... و لم توقف نبضه

ــــــــــــــــــــ

هز الدكتور رأسه مستغربا، و أجاب سؤال الـــقـــيـــصـــر غير واثق:

-الحالة معقدة أيها القيصر! لكنني متأكد أنها ليس نوبة ربو! بنيتها الجسدية جيدة و لا تعاني من أي مرض عضوي!

-ما هو تفسير هذه الحالة إذن؟ لماذا تستمر في رقادها كجثة منذ ساعات؟

عقب سيزار بغضب غريب عن برودته المعهودة، فصرح الدكتور مفكرا:

-هذا ما أحاول فهمه.

قبض سيزار على ياقته و هزه بقوة، ثم دفعه نحو الجدار بعنف مستشيطا:

-أنت هنا لتجعلها تتحسن... إنه عملك! أعطها مصلا ما! حلل دمها أو قم بتصوير اشعاعي يكشف سر وعكتها الغريبة! إما أن تتصرف...! أو أن تحفر قبرك بنفسك.

بالكاد استطاع الدكتور الفكاك من تنك القبضتين الساحقتين، قال و هو يسعل:

-أرجوك سيدي... هذا ليس في صالحها! يجب أن أدرس الحالة جيدا قبل أن أصدر حكمي...

أخلى سيزار سبيله، فعدل الدكتور ياقته و تابع شارحا ما خمنه بينما يتأمل كلاهما إيما المستلقية على سريرها في أكثر الصور جمالا و وهنا:

-العلامات قليلة و متشابكة، الإغماء دليل على علل كثيرة مختلفة، و ليست كلها متعلقة بالجسد، أحيانا يتلقى الشخص صدمة نفسية عنيفة تؤدي به إلى رفض الواقع و الهرب منه، فينقل الدماغ الجسد من الوعي إلى فترة وجيزة من اللاوعي، لكن الغريب أن فترات اللاوعي عند إيما غير محددة بزمن معين، كما أن الاختناق الذي ذكرته يعقد الأمور أكثر!

سمع سيزار ذلك بوجه مشدود، و نظرات قاتمة، أطلق شتيمة لم يتحكم بها، و ألقى رأسه جانبا في إشارة صرف نزقة للدكتور قبل أن يثير غضبه أكثر!

فوق موجات هادئة طفت إيما من أعماق المحيط الأسود الذي كان يشدها لأسفل إلى عالم حقيقي، و عجزت عن تصديق أن الآلام التي اختبرتها هناك لم تكن سوى صور عتيقة من الماضي البشع الذي مُنيت به! و عجبت للمشهد الذي باغتها فور اتضاح الصور أمامها، وجه سيزار قريب منها منكب على دراسة رجفات جفونها و حركة بؤبؤيها المتنقلين بينه و بين كل ما حولهما في الغرفة، تفاجأت حين أدركت أنه يمسك يدها، و يمشطها بنظرات غريبة، ما الذي حملته نظراته تحديدا؟ الحيرة، السرور، الغضب، الغرور، أم الحنان؟ أم جميعها متداخلة معا في عيني نفس الرجل؟! إن كان هناك رجل واحد في العالم يمكن أن يثير جنون امرأة مثلها بتناقضه مع نفسه فهو حتما... ســـيـــزار فــــيـــدالــــغو!

البحث عن شياطين|Looking For Demonsحيث تعيش القصص. اكتشف الآن