بداية

1.9K 60 7
                                    


شيع أنه بدركِ الغاب يسكُن أنسي ليس له من صفات البشر و أنهُ بين ثنايا أشجار الصنوبر يتوارى عن الأعين قيل عنهُ ساحرٌ أو وحشٌ ربما فما بعمق الغاب نجى أحدٌ و لفضولي الذي فوق كلُ شيءٍ يتربع شددتٌ الرحال و عزمتُ الذهاب و بينما والدي نائمٌ بعمق حملتُ سلة طعامٍ متواضعة تحوى شطائر من صنع يداي.

و لما أنتشرت جدائلُ شمس الصباح فوق الأمواج الزرقاء التى تحتضن الرمال الذهبية بخفة كنتُ أطلقتُ العنان لقدماي، بين المنازلُ الصغيرةٍ أمشي بتغنُج فتداعب نسمات الصباح وجنتاي و تتمرد لترفع أطراف فستاني القرمزي و أحيانًا تلاطف خصلات شعري البنية اللامعة، أغلقتُ عيناي سامحة لحواسي الأستمتاع بلحظةٍ لا تتكرر عادةً و بينما أنا في عالمي منغمسة إذ بي أتعثر بزوج أحذية سوداء لامعة و لشدة لمعانها رأيتُ إنعكاس وجهي على سطحها.

"عليكِ بلأنتباه أثناء السير، إن لم تريدي لشفتيك الجميلة تقبيل الأرضيه الخشنة"

أستقمتُ أطمأن على سلة الطعام لقد حضرتها خصيصًا له و فقط تنفستُ براحة حينما وجدتُها بخيرٍ تماما حينها نظرتُ للذي يقف أمامي بجسدهُ الطويل بطرف عين كتعبير على إستيائي من فعلهُ.

"كان الطريقُ خاويًا قبل ظهورك كالأشباح سيد ماركوس!"

أومأ عدة مرات فتهتز خصلاتهُ الرمادية عدة مرات و كأنهُ ظن أنني لقبته بالسيد كإحترام، مسكين!

وضع يديه بجيوب بنطالهُ البني بينما يقرب وجههُ لخاصتي مضيقًا عينيه الزمردية و كانت نظراتهُ يملؤها الشك.

"أظنُكِ ذاهبة للقاء أحدهُم"

أبتسمتُ بتوتر قطعًا لا يجب عليه علم وجهتي لأنهُ أما سيُخبر أبي او يستخدم فعلي ليُملي عليّ أوامرهُ و جعلي كالعبيد بين يديه حقًا كلا الحالتين أسوء من بعضهما!.

أبتسمتُ بتوتر بينما بسبابتي على ذاتي أُشير.

"أنا، كلا ، أنا فقط أردتُ قضاء وقتٍ أختلي فيه بذاتي"

أومأ بينما تسللت بعضُ الهمهمات من بين شفتيه و لم يظهر عليه الإقتناع فأزاح وجههُ للجانب الآخر و أخذ يتبسم.

"تكذبين، أنتِ لا تتزيني إلا لملاقاة أحد و أخص الرجال تحديدًا"

لقد أكتشف الأمر، بحق الإله أمن بين أهل الجزيرةِ أجمع لم ألتقي سوى بماركوس!
حاولت أن أختلق كذبةُ ما لربما تنطلي عليه و لكن عقلي أقسم على ثبات لا يرغب في إسعافي لذا لم يكُن بأستطاعتي سوى ركل ما بين فخذاه و الركض حيثُ الغاب تاركتًا إياه بين آهاتهُ يتعذب.

A SIPحيث تعيش القصص. اكتشف الآن