فَلْسَفَةُ بُثَيْنَة عَلِي!!

👑 تأثير مواقع التواصل 👑

• كتاب : فلسفة بثينة علي
• الموضوع : تأثير مواقع التواصل

السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته

لا تنسوا الصلاة على رسول الله ﷺ شفيعنا يوم القيامة

تقول إحدى الفتيات : "أنا فتاة في العشرينات لطالما كنت أتابع الكيبوب لكن أبدا لم أتأثر به وبثقافته...ولطالما ظننت أن أخلاق الرجل هي أفضل معيار لاختيار شريك حياتي...لكن تفاجأت مرات عدة بأنه يأتيني عرسان وللأسف أرفض بشدة الموافقة...وحين أسأل بيني وبين نفسي لماذا لا أستطيع الموافقة رغم أن من تقدموا لي كلهم ذوي أخلاق حميدة ونسب شريف أجد أن الإجابة هي أنني لا أستطيع تقبل أشكالهم لأنها لا تلائم معايير الجمال التي اعتدت عليها عند النجوم الكوريين"

بعد قراءتكم لذلك هل تعتقدون الآن أن ما يقابلنا في مواقع التواصل من أفلام ومسلسلات وأغاني لا يؤثر علينا؟

طبعا يؤثر...وخاصة فيما يتعلق بانجذاب الفتيات لأشخاص معينين بمعايير جمال معينة

فترى معجبات المسلسلات التركية يطمحن لزوج يملك وسامة كوسامة الرجل التركي

وترى معجبات الأفلام الهندية يطمحون لزوج يملك وسامة الرجل الهندي

وترى فتيات الكيبوب يطمحن لوسامة ناعمة كوسامة الرجل الكوري...وهلُم جرا

وهذا التأثير لا يتبين لهن أثناء مراحل حياتهن الأولى بقدر ما يتبين بالذات في مرحلة اختيارهن لشركاء حياتهن...فبعد النظرة الشرعية حين ترى الفتاة أن شريكها ليس بالمعايير المطلوبة لا ترتاح له ولا توافق وتجد مشكلة في تقبل الرجال وقد ينتهي بها كل ذلك للعنوسة والتقدم في السن دون إيجاد ما يرضيها

الأمر سيان مع باقي الأمور في مواقع التواصل والتي أصبح البعض لا يشعرون بالرضى تجاه أنفسهم بعد مشاهدتها...فنجد الفتيات الطبيعيات يشاهدن على مواقع التواصل فتيات أجمل منهن نظرا لتبرجهن وتسريحات شعرهن وملابسهن وهذا يسبب عقدة نقص لديهن فيستصغرن من أنفسهن أكثر فأكثر

نفس الشيء بالنسبة للرحلات والسفر والوظائف الفخمة التي يبرزها الأشخاص في مواقع التواصل وهذا يجعل الناس البسطاء يحسدونهم ويتمنون العيش مثلهم حتى لو كان نمط الحياة ذاك مجرد وهم يخلقه المشاهير للحصول على الاهتمام والتفاعل...فيبدأ الشاب أو الشابة بمقارنة حياتهم بحياة المشاهير مما يولد لهم ضعف ثقة بالنفس أو أمراضا نفسية...وهذه مشكلة عويصة قد تؤثر في حياتهم

الحل لهذه المشكلة هو التمسك بالعقيدة بالدرجة الأولى...فعند زواج الفتاة وفي حال كان زوجها ذا وسامة طبيعية لكن فيه كل المميزات الجيدة الأخرى كالدين والسمعة الجيدة فعليها التمسك به...فالمرأة عاطفية ومع الوقت ستتعلق بزوحها بعد أن تجد منه المعاملة الحسنة...عليها ذلك لكي لا ينتهي بها الأمر دون زواج فالمجتمع لا يرحم أحدا

أما بالنسبة للأشخاص الذين ينشرون حياتهم في مواقع التواصل فمن المؤكد أن 80 بالمائة مما ينشرونه كذب أو تصنع

خاصة فيما يتعلق بجمال الفتيات...فطبعا ليس هناك فتاة ستلتقط صورة لها بدون مستحضرات تجميل...ونحن نعلم أن مستحضرات التجميل يمكنها تحويل رجل إلى أميرة جميلة ههههه لذا فكل ما يوجد هناك في الصور ليس سوى جمالا مزيفا أو محشوا بعمليات التجميل

والملابس والسيارات والقصور الفخمة لا تسمن ولا تغني من جوع حين يعاني صاحبها من مرض الشهرة والهوس بالمظاهر والقلق الاجتماعي الذي يولده ضغط مواقع التواصل من أجل أن يجعل المشهور نفسه مثاليا في عيون متابعيه

حياة الإنسان البسيط السعيد أفضل بملايين المرات من حياة مشهور ثري مقيد بالتزامات مواقع التواصل ومهووس بالمظاهر ولفت الانتباه

لذا فالبساطة نعمة وعلينا شكر الله عليها...فالحمد لله جل جلاله على كل شيء

بثينة علي