👑 الراحة النفسية دواء 👑

18 14 0
                                    

• كتاب : فلسفة بثينة علي
• الموضوع : الراحة النفسية دواء

السلام عليكم أحبائي

آمل أن تكونوا جميعا بخير وصحة وعافية دائما

موضوع اليوم هو موضوع أردت مشاركته معكم لأنني حقا سعيدة سعادة لا توصف

أنا وأخيرا بعد كل تلك السنوات الطويلة من الحزن والاكتئاب والوحدة وفقدان الشهية شفيت أخيرا

أخيرا بعد 3 سنوات من المرض قد زاد وزني قليلا واكتسبت لغاليغ ʕ ꈍᴥꈍʔ (لغاليغ يعني شحوم وجه)

أعلم أعلم الناس الطبيعيون يكرهون زيادة وزنهم وخاصة الشحوم التي تظهر في الوجه وتخربه

لكن بالنسبة لي طوال حياتي تمنيت الحصول عليها وذلك لأن وجهي نحيف جدا ومن النوع الذي يستمر بخسارة الوزن فقط إلى ما لا نهاية

أتذكر أنني قبل أشهر كان وزني 36 كيلوغرام

أتتخيلون؟ نفس وزن فتاة في العاشرة من عمرها

الجميع سخروا من وزني وطوال الوقت أسمع جملة "كلي وستسمنين" بينما لا أحد يعلم كمية المعاناة التي يعيشها الإنسان عند فقدان الشهية

لا شيء لذيذ...ولا رغبة له بالأكل طوال الوقت...وأحيانا قد يصل به الأمر لأكل الطعام غصبا لكنه يتقيؤه في النهاية (أكرمكم الله)

لذا فضغط الناس أيضا يلعب دورا في تفاقم الوضع بحيث يجعل المريض في قلق دائم ووساوس كلما أخبره أحد أنه مخيف أو عبارة عن كتلة عظام...لذا يا رفاق رجاءً إن كان لديكم صديق أو فرد من العائلة يعاني فقدان شهية فلتفهموا ما يمر به

لا أحد اختار أن يصبح كتلة عظام

كل الفتيات يتمنين جسدا مثالي وممتلئ وصحة جيدة

وكما أخبرتكم فمعاناتي مع هذه المشكلة تعود لسنوات مضت فقد دخلت حالة اكتئاب حاد كنت فيها قد فقدت ذوق الحياة نهائيا وذوق النوم والأكل...بالنسبة للنوم فقد شفيت منه بسرعة والحمد لله وأصبح نومي طبيعيا...لا بل سبات ᕙ(  • ‿ •  )ᕗ أصبحت أنام أكثر مما أصحو

أما من ناحية الشهية فلم يتغير شيء أبدا طوال تلك الثلاث السنوات

لقد زرت أطباء كثيرين وكلهم قالوا أن صحتي مذهلة مليونا في المئة...وتناولت مسمنات طبيعية بالأعشاب بمبالغ ضخمة ولم ينفع معي شيء...ثم وصل بي الحد لأن أشرب الأدوية الكيميائية دون طبيب حتى

فقد كنت أشربها رغم معرفتي أنها تسبب ضررا بالكلى والجهاز البولي...لكن عقدتي جعلتني مصرة على أن أضر نفسي لأجل اكتساب قليل من الشحوم...رغم أنني أعرف خطورتها وأعرف أن الطبيب هو من يحدد مدة العلاج...لكنني لم أكترث ببساطة وشربتها باستمرار لأزيد وزني

شكلي في المرآة كان مرعبا فأضطر لتغطية نفسي بملابس عريضة فكل تلك العظام البارزة تجلب لي التنمر والإحباط

استمرت معاناتي لثلاث سنوات...إلى أن دخلت السنة الجديدة يا رفاق...وتفاجأت من نفسي

لقد صرت أجوع بشكل طبيعي...وآكل بشكل طبيعي...وأسمن بشكل طبيعي...حتى ولو كانت سمنة طفيفة جدا...لكنها علامة على أن جسدي شفي وأصبح جسدا طبيعيا بعد أن كان مهزلة

تساءلت عن سبب شفائي...وعرفته أخيرا

السبب الأول لمرضي كان التفكير الزائد والوسواس...والخوف من المستقبل...وعدم الثقة بالنفس وإحباطها واعتبارها مجرد فاشلة...ونبذها وتفضيل راحة الناس عليها...وإعطاء الآخرين قيمة أكثر مما يستحقونها حتى ولو كانت على حسابي...وربما ضعف الإيمان أيضا كان له دور مهم

لكن مؤخرا عرفت قدر ربي وقدر الناس ونفسي...وأصبحت مؤمنة بالله عن حق بعد أن وضعني في بلاء عظيم كنت فيه أغرق حرفيا...فلم ينقذني من تلك الحفرة سوى ربي ولذلك اقتنعت حق اقتناع أنه مهما ضاقت بنا الدنيا فالله معنا يخرجنا من الظلمات وليس أيما إخراج...بل إخراج نكون بعده قد تعلمنا درسا قيما وتتغير حياتنا

لم أعد الآن أخاف من المستقبل بل صرت أفوض أمري لله وأعرف أنه أينما وضعني فسيخرجني...فتوكلت عليه ونسيت شيئا اسمه "الوسواس" و "الخوف من المستقبل"

أصبحت أيضا إنسانة واثقة وذات هدف في الحياة...وهذا ما يجب أن أكونه...أن أكون ذات رسالة إيجابية وأترك أثرا يرضي ربي قبل موتي...وليس هناك أجمل من أن تسعى لرضى الله

وأولئك الناس السامون في حياتي الذين استغلوني واستنزفوني وفضلتهم على نفسي قد مات قلبي ناحيتهم...فلم أعد أكترث لأي شيء...أصبحت أفعل ما أراه مناسبا فقط لمصلحتي سواء شاؤوا أم أبوا...وبالفعل ارتحت كثيرا

فنحن قد ولدنا منفردين من بطون أمهاتنا فلماذا علينا ربط أنفسنا ومصائرنا وسعادتنا بالناس

كل من يستحق التقديس هو الله عز وجل...وكل من يستحق حبنا وخيرنا واحترامنا هما والدانا حفظهم الله لنا...وغير ذلك فنحن لا نحتاج

فعلا لا دواء للاكتئاب والحزن غير الإيمان بالله وتفويض الأمر له...وترك العلاقات السامة والثقة بالنفس وحبها والارتقاء بها لتكون ذات هدف نبيل يرضاه الله

أنصحكم بهذا الدواء يا رفاقي...مجرب ومضمون وفعال مئة بالمئة

وفي النهاية أهديكم دعوة خالصة من القلب فحواها "أن يفرج الله عنكم ويهديكم لصراطه المستقيم ويمنحكم الراحة النفسية الأبدية" وكل ما جاء من عند الله من بلاء فهو مرحب به وفي أجركم

فلا تقولوا أن الله لا يحبكم إذا ابتلاكم...بل بالعكس يحبكم ويريد جعلكم تخوضون تجربة مميزة لتُؤجروا عليها وتكونوا أقوى

وأنا مثلا اعتقدت أنني لن أخرج من تلك الظلمة والاكتئاب أبدا...لكنني خرجت وكل شيء أصبح مضحكا وسخيفا بالنسبة لي...ولو كان بيدي الخيار لأعيش تلك التجربة أم لا فسأعيدها بكل فخر...فهي من صقلتني وصنعت مني "بثينة علي" التي ترونها أمامكم الآن

والآن أستودعكم الله أحبتي


كانت معكم...بثينة علي

فَلْسَفَةُ بُثَيْنَة عَلِي!!Where stories live. Discover now