👑 التغيير نحو الأفضل 👑

41 22 2
                                    

• كتاب : فلسفة بثينة علي
• الموضوع : التغيير نحو الأفضل

مرحبا فرولاتي

كيف الحال والأحوال؟ والدراسة والعطلة؟ والملل والمتعة؟ وجيرانكم وأقاربكم وأصحابكم؟

آمل أن كل شيء على ما يرام

أمس قبل أن أنام أتتني بعض الأمور التي تمر على بال الجميع قبل أن يناموا...من ذكريات قديمة ومراجعة للنفس وألم وحزن وسعادة عشتها طوال حياتي وقرارات اتخذتها وندمت عليها إلخ إلخ إلخ

من بين هذه الأفكار جاءتني ذكرى حصلت معي في نفس اليوم بينما أركب الحافلة متوجهة للسوق جلس بجانبي شاب متحرش ووضع يده علي...لكن ما جعلني أشعر بالاستغراب هو تصرفي معه حيث صرت أصرخ عليه وأفضحه أمام جميع ركاب الحافلة وبالطبع أنكر أنه لمسني...لكن رغم ذلك واصلت بهدلته ودفعه للخلف (سيقول الذي يشاهد بأنني اقتربت من ضربه (◉‿◉) لكنني حقا لم أنوي ذلك) كنت أدفعه بأطراف أصابعي وأواصل الصراخ عليه حتى سمعنا سائق الحافلة وأوقفها ثم طلب منه الابتعاد عني (طبعا وقعت في حب السائق لأنه شعر بالاستياء تجاهي ʕ ꈍᴥꈍʔ أو ربما خاف من أن أضرب ذلك المتحرش (◉‿◉) )

وبينما أتذكر ذلك سألت نفسي...ما الذي جعل بثينة تتغير كل هذا التغير؟

أتذكر حين كنت في العشرين وأقل كنت إن تعرضت للتحرش فأنا أصمت فحسب وأخجل من ذكر الأمر

بعدها بسنة أو سنتين بدأت أستجمع شجاعتي ولأول مرة حاول ولد (كان يبدو أصغر مني سنا) التحرش بي ولكنني لم أسكت بل فضحته...لكن وقتها شعرت بالخجل وبالكاد استجمعت تركيزي وكونت جملا لأرد بها عليه وحتى أنني أتذكر كم تحول وجهي لللون الأحمر مع أني أنا الضحية

لكن الآن تغير كل شيء...أصبحت قادرة على الدفاع عن نفسي وصرت واثقة في كلامي وزال الخجل والتوتر بل وصرت لا أترك المتحرش في حاله حتى أرى وجهه في الأرض من الخجل

لم تكن هذه الذكرى الوحيدة لي فقط بل تذكرت قصص التنمر الذي حصلت معي أيضا

لقد ذكرت في خاتمة رواية الوسيم والقبيحة بأنني تعرضت في الثانوية للتنمر من فتاة تدعى "حنين" ووقتها كنت جبانة وأخاف الرد على أي أحد يؤذيني وحتى أنها رفعت يدها في وجهي كتهديد لتضربني وطبعا وقفت أنظر إليها بحيرة...لكن بالمقابل قبل سنتين بالتمام تذكرت أن هناك فتاة أخرى تناقشت معها في الجامعة في وسط الحفل فتحول النقاش لضرب بالأيادي وكدنا نخرب الحفل ههههههه

غريب هذا التغير الذي شهدته خلال مراحل حياتي! ومهما قارنت كيف كنت وكيف أصبحت أتفاجأ من نفسي

هناك شيء آخر أتذكره وهو أنني كنت غير واثقة من نفسي ومملة وعائلتي تدعوني بالمتوحدة (فقط لأنني أكره الأعراس والمناسبات)...وكنت أيضا لا أستطيع قول كلمة "لا" حتى ولو كان الأمر يؤذيني ولا يريحني...وكنت أؤمن بالحب الحقيقي والصداقة الحقيقية وبأن الناس لطفاء مثل المسلسلات والحياة وردية وملئية بالناس التي تحب لك الخير والعقارب الطيبين (الأقارب)

لكن بعد فترة أدركت كل شيء واستيقظت من أحلامي الوردية وصرت لا أقدس سوى نفسي وأفعل ما يريحني حتى لو لم يعجب الناس

سبب استيقاظي من عالم الأحلام هذا هو مشاكل عائلية + عاطفية...ولا أحب التحدث فيها لكن خذوا العبرة من القصة ودعكم من الخفايا التي لا تهم...وقتها كنت أسأل نفسي لماذا يا الله يحصل معي هذا!؟ ماذا فعلت لأستحق هذا العقاب!؟

لكن لم يجبني أحد وقتها!

الإجابة كانت موجودة في القرآن قبل 1400 سنة وقبل أن أولد حتى وهي تتجلى في قول الله تعالى "عسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم"

لقد كنت غافلة عن حقيقة أن "النضوج" لا يأتي من فراغ...بل يأتيك بعد أن تعجنك الدنيا وتعصرك وتعذبك وتسلخ جلدك وتصنع منه سجادة (تعبير دال على شدة العذاب (T_T) ) لكن صدقوني دموع الفرح التي تذرفونها من الخير الذي يأتيكم لا تقارن بدموع الألم الأولى

خذوني كمثال أمامكم...ماذا كان سيحصل لو لم أتعرض لتلك المشاكل العائلية والنكبة العاطفية؟ هل كنت سأصبح كاتبة؟ هل كنت سأضع هدف في حياتي (وهو إفادة الناس ورفع معنوايتهم)؟ هل كنت سأبقى تلك الجبانة التي سيتحرش بها الناس ويتنمرون عليها وتسكت؟ هل كنت سأنضج وأصبح ما أنا عليه الآن؟ هل كنت سأستيقظ من أحلامي الوردية؟ هل كنت سأكون نفس بثينة المجنونة المحبوبة التي تعرفونها الآن؟

لا يسعني سوى أن أشكر الله لأنه ابتلاني بالمشاكل والهموم ليجعلني أنضج وأصبح ما أنا عليه...أنا حقا فخورة بنفسي وأبكي من الفرح حين أتذكر أنني واحدة من ناس قليلين حول العالم فتح الله بصيرتهم وغيرهم إلى الأحسن

على ذكر التغيير للأحسن...الله يبتلي عباده على سواء...لكن مجموعة منهم تختار طريقا منحرفة للهروب من المشاكل...مثلا يضطرون لتعاطي المخدرات والكحول لينسوا أو يؤدي بهم الحزن للانتحار والبعض منهم يخرج من رحمة الله ويتطاول عليه سبحانه وتعالى ويكفر به

لذا إن ابتلاكم الله وسرتم على الطريق الصواب فليس عليكم غير قول الحمد لله فقد أعطاكم عقلا واعيا وناضجا تميزون به الأمور

في النهاية أردتكم أن تعرفوا أنني كتبت هذا لأجلكم لأنني أحبكم وأريدكم أن تتعلموا من قصصي وتدعوا لي...لا تنسوا أننا جميعا بشر ضعفاء وأي شيء يكسرنا...لكن إن آمنا بأنفسنا وبرب العالمين وبأن كل شيء من عند الله فيه خير لأدركنا كل الأمور من حولنا...وعلينا التأكد من أننا مهما أكلنا ضربات وصفعات من الحياة فما هي إلا اختبار لنا...فأيهما سنختار؟ الاعوجاج؟ أم الإيمان ببلاء الله والنضوج؟

الحمد لله على نعمة الإسلام

أراكم في موضوع قادم

ملاحظة : أنا لم أكتب هذا الموضوع لأخبركم أنني بثينة الرائعة القوية الواو (◉‿◉) فقد ذكرت بالفعل أنني كنت حمارة في مرحلة ما من حياتي

بثينة علي

فَلْسَفَةُ بُثَيْنَة عَلِي!!Where stories live. Discover now