◃ 𝐙 𝐄 𝐔 𝐒 𝐈 𝐀 || 09

Start from the beginning
                                    

-

جلست تنظر حولها بغضب واضح بينما هو يجلس وراء مكتبه واضعا قدميه فوق الاخري ، تحدثت وسط تقلب عينيها السريع في المكتب :
_الم تمل من تأملي؟
_ ماذا؟
أدارت رأسها اليه لتصبح تلك اول مره تنظر اليه فيها منذ ان دخلو الي المكتب ، نظرت في عينيه طويلا محاوله الوصول الي اي شيئ يخفيه ، كانت نظراتها تحققيه .. بينما نظراته هو هائمه ، يتعجب كيف له أن يُفتن بتلك العينين و من النظره الثانيه فقط ، ابتعدت فجأه عن الكرسي لتقترب من الطاوله لتصبح لا يفرقها عن وجهه سوي بعض الانشات ، ضيقت عينيها و هي تنظر في عينيه :
- ماذا تُخفي انت و صديقك؟
أجاب ببإبتسامه واسعه بينما نظره مسلط نحو عينيها :
_ أي صديق هذا؟
_ أتتمسخر علي؟ صديقك الجالس مع صديقتي الان .
اقترب منها قليلا و هو يقول بتخدر :
_ نعم صديقتي جالس مع صديقك .
ابتعدت عنه و هي تنظر له باشمئزاز :
_ ما الذي تقوله انتى؟ كيف صديقتي جالس مع صد..
توقفت عن الحديث و هي تستمع لصوت هاتفها يرن ، توجهت للحقيبه لتخرج هاتفها و ما ان رأت اسم المتصل حتي دق قلبها بعنف ، ابتسمت لا اراديا ثم خرجت مسرعه من المكتب كي تجيب علي الاتصال و أغلقت الباب خلفها ، و كل هذا تحت أنظاره المشتعله !
خرج بسرعه ليري أين ذهبت ليراها تقف في إحدي الزوايا ولم تجيب علي الاتصال بعد ، سار بخفه ناحيتها ثم تخبئ وراء حائط كبير يستمع اليها بعدما جاوبت :
_ مرحبا ، بخير ماذا عنك؟ ، نعم وصلنا صباح اليوم ، سنجلس في فندق عده ايام حتي نتدبر امر السكن ، لا لا تقلق المنزل موجود ولكننا ننتظر خروج المستأجرين القدامي حتي نستطيع الانتقال للمنزل ، لا أدري لقد خرجت و تركت راسيل تتحدث مع المدير بشأن العمل و..
توقفت عن الحديث و هي تري خيال طويل لشيئ خلفها ، التفتت بسرعه لتري ذلك الـ إيريك متخفي خلف حائط ولكنه كان ظاهر نسبيا ، ابتسم بتلاعب و هو يراها تنظر ناحيته بغضب ثم أغلقت الهاتف بعدما أنهت المكالمه ، سارت نحوه و هي تدبدب بكعبها في الارض ثم توقفت امامه و هي تقول بصوت عالي :
_ انت .. كيف تتجرء ؟ لقد كنت تستمع الي خلسه !
فتح عينيه بدهشه مصتنعه و هو يقول :
_ من ؟ أنا ؟
_ ماذا ؟ هل ستنكر انك كنت تراقبني ؟
وضع يديه في جيبيه و هو يقول ببساطه :
_ لا لن افعل ، بالفعل كنت اراقبك ، ولكن ليس خلسه ، فإن أردت أنا أن أراقبكِ خلسه لم تكوني لتمسكي بي أبدا .
احمر وجهها من شده الغضب و هي تقول :
_ انت قليل الذوق .
_ الجميع يقول هذا .
كادت تجيبه ولكن قاطعها خروج راسيل من المكتب و خلفها ذلك المدير غريب الأطوار ، مد يديه ليصافح راسيل و فعلت هي المثل و علي وجهها ابتسامه هادئه ، زفرت آيلا بإرتياح و قد بدي علي راسيل انها رفضت العمل ، ف هي حتما لا تستطيع تخيل نفسها تعمل في نفس المكان مع ذلك الوقح - إيريك - أبدا ، توجهت إليها و كادت تتحدث ولكن راسيل لم تعطيها فرصه و هي تسحبها خلفها خارجه من الشركه بأكملها .
توجه إيريك ناحيه فاليريو الذي كان يتعقب أثر مارسيا حتي غابت عن الأنظار ، اقترب منه و هو يري ابتسامه هادئه مرتسمه علي وجهه :
_ ماذا حدث ؟ هل أقتنعت ؟
_ ليس بعد ، علي كلٍ أخبر السكرتيره أن تجهز مكتب لها و لصديقتها .
قالها و هو يدخل الي المكتب ، دخل إيريك ورائه و هو ينظر اليه باستغراب :
_ لم أفهم ، الم تقل انها لم تقتنع ؟
خلع فاليريو سترته ليبقي بقميصه الاسود ثم فك أول ثلاثه أزرار لتكشف عن بدايه صدره الذي زينه عظام الترقوه ، جلس بأريحيه علي الأريكه الكبيره التي كانت في احدي زوايا المكتب و هو يقول بينما عقله مع اللحظات القليله التي قضاها معها :
_ لم يسبق لي يوما أن أردت شيئا و تركته الا قبل أن يصبح لي ، و إن أستطعت الامساك بها لن أتركها الا و أحدنا جثه .
ابتسم ايريك بخبث و هو يتذكر انها لن تأتي بمفردها ، بل ستكون صديقتها آيلا برفقتها ، جلس هو الاخر علي الطرف الآخر للأريكه و هو يقول :
_ يبدو أنني سأتسلي كثيرا . 
هكذا و جلس كلا منهما مقابل بعضمهما ، جسداهما متواجدان بالمكتب و لكن عقلهما ما زال عالق في عده لحظات .. عده لحظات سرقوها من الزمن كانت كافيه لتجعلهم عالقين بها للأبد .

◃ 𝐙 𝐄 𝐔 𝐒 𝐈 𝐀 Where stories live. Discover now