الفصل الثالث

23 3 8
                                    

         

في غرفة مليئة بمعدات الجراحة و العقاقير

"اين انا؟! و...ما هذا هل انا مقيد؟"

/تذكرت كل شيء! لقد افقدوني الوعي لكي يقتلوني، هذه العائلة المخادعة يصتادون الفرائس الضائعة و بالطبع لن يبحث عنهم أحد. كان علي أن أفهم، الأمر واضح من البداية!/

/كيف عرفوا مكان خنجري الذي اخبئه في ملابسي؟!/

لم يلبث لباب سوي بعض الثواني ليدرك موقفه قبل أن يبدأ بمحاولة قطع الحبل الذي يلتف حول معصمه، لم يكن الأمر سهلا لكن يده اليمني حرة الان

"مؤكد انني في نفس المنزل سأريهم كيف يبتسمون في وجه من يريدون مأوى"

قالها بغضب بينما يفك باقي الحبال

خرج من الغرفة متسللاً فأتجه إلى الدرَج الذي أصبح صريره يهز المكان من شدة هدوئه ...

/رائع سيفي ما زال جوار باب المنزل/

لم يكد يخطوا ارض الطابق السفلي حتى وجد شخصا يقفز عليه من أعلى

/تبا من اين ظهر هذا/

تجنبه لباب بصعوبة و اكمل ركضه نحو وجهته، مكان تواجد سيفه

(بيوووو)

انغرس سهم في ساق لباب اليسرى، الأمر الذي أوقفه للحظة بعدها نظر إلى الواقف خلفه و هو نفسه مطلق السهم، على وجهه ابتسامة نصر كأنه اقتنص صيده؛ نظرته أصابت لباب بالقرف ثم اخرج السهم

الرجل يقترب و لباب يعرج نحو سيفه

أوشكت اطرافه على الوصول لمبتغاها لكن لا تاتي الرياح بما تشتهيه السفن

(طااخ)
لكمة رمت بلباب مسافة ما يقارب متر و نصف

فوقف على ركبتيه لا يزال يحاول الوصول لمبتغاه

/هيا...كدت أن اصل/

(بومم)
ركلة في صدر لباب جعلته يسعل دماً

قام لباب يزحف نحو سيفه... أو الباب، اي شيء... يريد الخروج من هذا الكابوس في اسرع وقت، نهايته هنا حتمية بلا شك. يتمنى ظهور احد ما كما في القصص الخيالية شخص يخلصه مما هو فيه

الرؤية صارت ضبابية، جسده يرفض التقدم، لازال طفلا للمرور بكل هذه الأحداث المفجعة

/هل استسلم؟! ...لماذا هم بلا قلب؟/

تكور بهدوء بحثاً عن الراحة لبرهة و ربما الراحة الابدية، لفت نظره صوت النسور يعلو شيئا فشيئا....الشيء الذي اشعل داخله ذكرى قديمة

**************
"ابي لماذا هذه النسور تحلق فوق كلبي الصغير؟"

"هذا لأن كلبك لم يعرف الصواب لنفسه، خاف من ضجيج العالم فظل مكانه، لم يأكل و لم يحصل على رعاية مناسبة و اختبئ من منقذيه، حتى مات وحيدا و لم يدري أحد عنه شيئا"

"هذا مؤسف"

"تَعّلم يا بني من الدروس التي تلقنها لك الحياة، لا تقلق من مجهول ابدا فربما تلتقي بصدفة تغير حياتك؛ اريدك ان تظل بخير و على وجهك تلك الابتسامة الظريفة دوما ههه"
ثم أكمل بنبرة ساخرة بينما ينظر للجانب الاخر
"كما أنني لن أظل بجانبك إلى الأبد كما تعلم"

"ابيييي!"

*معلومة صغيرة : النسور تتغذي على الحيوانات الميتة *

*********************

بالرجوع الى الحاضر حيث نجد فتى ملقى على الأرض مليئ بالكدمات و قدمه تنزف و الرجل المختل مستمر بتوجيه الضربات له

مع النظر لوجه لباب و ملامحه الباردة، تسقط من عينه دمعة متألمة، دمعة حسرة و شفقة على حاله

لكنه سرعان ما تذكر أن الكثير قبله وقعوا ضحية لهذه الخدعة القذرة، هل عانوا يا ترى ام انهم ماتوا بسلام...؟

فجأة تتبدل تعابير وجهه إلى غضب و نية قتل تجعل الرجل الواقف خلفه يرجع خطوتين إلى الوراء

"إما أن تموت أو افعل انا"
همس بصوت مسموع بينما ينظر لعينيه بحدّة غير مسبوقة

ارتبك الرجل قليلا ثم تفاجأ بألم شديد في ساقه جعله يطلق صرخة تقشعر لها الأبدان فيسقط ممسكاً بها

"ماذا فعلت لساقي يا هذا!"

"العين بالعين و السن بالسن يا صديقي"

قالها و هو يتكئ على الجدار ليقف

"على الاقل سيستغرق الامر ثلاث اشهر حتى تقف عليها مجددا....طبعا هذا إن كنت على قيد الحياة ههه"

امسك لباب سيفه اخيراً و جعل يتأمل فيه فيقول

"يبدوا أنني سأفترس المفترس؛...هذا مضحك"
فظل يضحك بصوت عالي و هو يقترب من الرجل الذي أصبح يرتجف

"هل انت طفل ام شيطان! ،ماذا...ماذا ستفعل بي؟!"

"هل تلومني الان على ما كنت انت سببه! جرحتني بكلامك"

"توقف"

"توقف"

"توققففف_

********

معلومة بشأن الكوخ: لم يكن موصل بالكهرباء أو المياه، مجرد كوخ خشبي به اساسيات العيش فقط

+ جرى حوار متقطع بين لباب و ضحيته عرف من خلاله بعض المعلومات حول أن مظهره يفضح غربته




لباب اياكو ١٨/٧Where stories live. Discover now