Chapter one.
.
تخلّل عِبق أزهار شهر مايو أجواء مدينة سوان عاصمة مملكة سوانتون على الرغم من أن بيت العمة تَالبُت حيث تُسكنان فيه آليس وكُلوي كان بعيدًا عن وسط المدينة إلا إن رائحة الأزهار العَبِقة اجتاحَت البيت بنسيم الربيع المنعش.
"أشعر بالدوار... لابد أن رائحة العطور التي شَممتُها في متجر الملابس قبل لحظات قد أثرت عليّ."
هتفت آليس بضجر وهي تتخبط على سريرها، لو رآها والدها فيردير تتصرف بهذا الشكل لكان قد وبخّها لكونها تتصرف بطريقة غير لائقة كسيّدة.
"ولكن ماذا عن رغبتكِ بتخطّي وجبة العشاء؟ ستقلق عمتي عليكِ كثيرًا"
سألتها كلوي بقلقٍ وهي تفتح شُبّاك الغرفة.
"ألن تفرح بهذا فحسب؟ سيكون لديها أفواه قليلة لتطعمها تلك البخيلة"
"آليس!"
الأختان تدركان جيدًا أن السيدة تالبُت التي بطبعها تكره الضيوف تمامًا قد استقبلتهما كضيفتين في منزلها فقط للموسم الاجتماعي*، مرّت سنتين منذ انتهاء الحرب الطويلة ووجدت المملكة متنفّسها أخيرًا للاستقرار مما هيّأ آليس لتعثر على عريس رائع ومتمكّن لها في المملكة.
"إن الأمر أفضل بهذه الطريقة لأنني لن أضطر إلى شدّ مشدّتي صباح الغد، لكن ألا تتوجعين من ساقيكِ يا أختي؟ بسبب الفارس اللعين الذي كان يتفسّح في مكان آخر دُرنَا في الأرجاء لفترة طويلة بحثًا عن متجر الملابس الصحيح"
عبست آليس بوجهها في كلوي التي أوقعت عكّازها على الأرضية، ابتسمت كلوي محاولةً إخفاء ساقها اليسرى والتي بدأت تتشنج بشدة لأنها كانت تمشي بها لفترة طويلة اليوم.
"إذا كنتِ مدركة لعملي الجاد فينبغي عليكِ أن تُحسني التصرف غدًا، تعلمين أن ليس عليكِ إثارة المشاكل كالمرة السابقة أليس كذلك؟"
بقيت آليس في منزل عمتها خلال الموسم الاجتماعي السابق أيضًا، بعد بلوغها سن البلوغ مؤخرًا تلقت أكثر من عشرين دعوة بفضل مظهرها المُلفت، ولكنها ثملت في الحفلة الثالثة لشربها خمسة أكواب من النبيذ لدرجة أنه تعين على الخادم حملها للمنزل، شعرت العمة تالبُت بالهلع التي كانت تسعى بجد لتعثر على زوج آليس المحتمل وأخبرتها بأنها جلبت الفضيحة لعائلتها حتى لن يجرؤ أي رجل على القدوم إلى منزلها مرة أخرى ليقبل بها كعروس له.
"شعرت بالضجر الشديد لدرجة لم أعد أطيقها ولهذا حصل ما حصل"
ضحكت آليس غير مدركة بما تشعر أختها كُلوي بداخلها.
YOU ARE READING
الكَرامَة والخُذلان
General Fictionرواية مترجمة ¦ مُستمرة. #1 في #tragedy 👑 رغبته في امتلاكِ نفسها ورُوحها وعَقلها وجَسدها هو جُلّ ما يطمحُ إليه. الدُوق المُتعجرف وابنة الفِيكونت المُعاقة في قصة حُب معقّدة.
