الفصل السابع: رأسًا على عقب!

298 51 28
                                    

توقف بسيارته أمام باب قاعة الإحتفال، يخبر نفسه إما الآن إما لا!، إما أن يغتنم الفرصة و إما لا، لكن تواجدها معه يعجزه و مع أنه من أصر على حضورها لتدعمه فهو يكتفي بها داعم وحيد و أوحد بحياته، لكن يخشى أن يمسها سهم طائش فى المعركة التى ستدور قريبًا أو الآن.

و كأنها شعرت هى بتوتره، وضعت يدها بحنان على كتفه، و قالت بإبتسامة حنونة: متخافش يا فريد أنا معاك و هدعمك، أنا على طول جنبك، و مش هاممني أنا هسمع إيه، لأن إنت الشخص الوحيد اللي يهمني، يهمني رأيك و حبك و صدقك و حزنك و يأسك و ضيقك، كل حاجة فيك هى بتاعتي، غير كدا أنا مليش حاجة فى حد و مليش دعوة بحد غيرك إنت. ختمت كلامها و تكور وجهه بين يديها بحنان.

أقال أنه يريدها جواره لتطمئنه، إذًا لما يشعر بأنه يريدها داخله، زاد شعوره بالمسئولية تجاهها، و زاد شعوره بأنه يريد أن يلتهمها بأحضانه بقوة و لكن عليه الإنتهاء مما يعوق كاهله الآن، ليقبل يد من يديها و يقول بإمتنان: أوعدك أن محدش حتى هيفكر يجرحك حتى لو بنظرة.

لتتسع إبتسامتها أكثر، ليقول هو بمشاكسة: مستعدة يا زلابية.

لتقهقه و تقول: مستعدة يا قلب الزلابية.

ليبتسم لها إبتسامة جانبية و ينزل من سيارته و يتجه لبابها يفتحه بكل رقي، و قد توجهت الكاميرات نحوه بالفعل، ليمد يده لها بكل رقي و رومانسية لتبتسم له و تمد يدها و تنزل بملابسها الغرببة، و التى للحق لفتت نظر الكل بجانب هويتها الحقيقية و لمن لا يعلم الأمر هناك عداوة أزلية بين العائلتين بدرجة مقيتة للغاية.

ظل هو ممسك بيدها بشدة و كأنها ستهرب منه، ليدخل بها للقاعة بدون إعارة والده أى أهتمام على الإطلاق، يتجه لطاولة بعيدة، ليجلس هو و تالين عليها، فهو يعلم أنها لا ترتاح مع الأضواء المسلطة عليها و لكنها ستنحي خوفها جانبًا لما يقدم فريد على فعله.

لتجده يتجه للمنصة بأناقة كبيرة، لفتت نظرات الفتيات التى تود لو تنهض و تقتلعها، و لكنها لن تفوت العرض، لتسمعه يقول: سيداتي و سادتي، أعزائي الحضور الكرام، شكرًا لتواجدكم معانا و تلبية دعوتنا المتواضعة للإحتفال باليوبيل الفضي لشركات التهامي اللي تسلمنا قذارتها أبًا عن جد.

لترتسم الصدمة على وجوه كل الحاضرين ليقول بصدمة  مصطنعة من كلامه الذى خرج منه، ليقول: أسف أوعى أكون صدمتكم، بس علشان يهمني أمركم أحب أقولكم القصة من البداية خالص.

ليسمع والده يقول بغضب: فريد إنت إتجننت، إنت واعي بتقول إيه.

ليقول فريد بلامبالاة: أيوه واعي، و عمري ما كنت واعي غير دلوقتي، و بعدين واجبي كمالك جريدة إني أوضح للناس الحقيقة، دا واجبي و دي أبسط حقوقهم، علشان كدا متقاطعنيش و أستمتع بالعرض يا حسني بيه.

لينظر للمدعويين المصدومين و يقول: آه، الحقيقة هى إني مش ابن أبويا زي ما الناس قالت عليا، أو خليني أقول زي ما أنا خليت الناس تطلع عليا السيرة دي، ضغطت على حسني بيه أفتح الجريدة علشان يبقى غطى حلو ليه و دا كان سبب فتحه للجريدة، الحقيقة بقى يا أعزائي الحضور، هى أن شركاتنا العزيزة الأمينة، بتبيع سلع مغشوشة فى مختلف مجالاتها، نغير بس الصلاحية و ننزل فى السوق، مش مهم العميل مش مهم الضمير المهم هى الفلوس مش دا مبدأ العيلة برضو يا حسني بيه.

ما تبتغيه الأنفس (مكتملة)Unde poveștirile trăiesc. Descoperă acum