الفصل الثالث: لنملأ بعضنا البعض إذن!

573 75 67
                                    

رأت أسماء تغريد تدلف لزقاق صغير لتتوجس هى من هيأتها و هيأت الزقاق الذى دخلت فيه و قررت أن تتبعها، لتقف و تتوارى خلف حائط ما و تشاهد تغريد و هى ماثلة أمام شخص ما، لا تسمع شيئًا و لكن ملامحها أفصحت عما لا تقدر أسماء عن سماعه، فهيأتها تشبه بأنها تتعرض لتهديد، للتحرك روح الشخصية الحامية بداخل أسماء، تلك الفتاة اللطيفة التى لا تعرف أى المكائد التى تنحاك لها فى تلك الظلمة، و قبل أن تدلف لداخل الزقاق، أحست بأحد يضع يديه على كتفها، لتلفت له بخوف و قد تبخرت و أنقشعت روح الفتاة الحامية كأنها سراب، لتتلبسها شخصيتها الجبانة التى كانت تتوارى خلف قناع الشجاعة كالجبناء، لتنظر للشخص و تنهدت بإرتياح و قالت و هى تضع يدها على قلبها: بسم الله الرحيم الرحيم، خضتني يا صهيب. أوف.

ليجيبها الآخر و يقول: إنتِ واقفة عندك بتعملِ إيه؟.

لترد هى بتذكر: أيوه أنا شوفت تغريد دخلت الزقاق دا، و فيه واحد كدا حاسة أنه بيهددها بحاجة، تعالى ننقذها.

أمسكها هو مانعًا إياها من الدلوف و قال ببرود نوعًا ما: لا يا أسماء يالا شوفِ إنتِ رايحة فين، روحِ يالا المكان دا خطر عليكِ.

لتقول هى بقلق و عناد لأجل تغريد: لا و هو برضو مش خطر على تغريد، يبقى لازم ننقذها.

نظر إليها و بداخل عقله يقول لماذا تكرهها كل هذا و هى تخاف عليها؟، لماذا تظهر كل هذا السوء لشخص لم ترى منه سوى الحنان؟!، لماذا تخطط لقتلها بدم بارد و هى تكاد تموت قلقًا عليها؟!، ليبتسم هو بسخرية فهى و إن أدركت أن فعلتها كانت كافية لإيقاعها صريعة الخوف عليها، لكانت فعلت هذا يوميًا، لم يجد مبرر لفعلتها، ليقول هو لها بنبرة مليئة بالجمود: هى أختارت كدا يا أسماء و إلا مكنتش جت بإرادتها.

لتقول أسماء بعناد أكثر: أنت مشوفتش شكلها هو كان بيهددها يا صهيب.

ليقول هو بغضب و بحدة نوعًا ما: فوقِ بقى يا أسماء فوقِ، مش بعيد تكون جاية هنا علشان تعملك حاجة و إنتِ و حنيتك و خوفك الغبي رايحة وراها لأذيتك، بطلي تبقي ساذجة و غبية، الدنيا غابة و مش عايزة الفرائس عايزة مفترسين.

خافت من نبرته بعض الشئ ليكمل و يقول: روحِ فورًا للمكان اللي كنتِ هتروحيه و إنسِ إنك شوفتيها، روحِ يا أسماء بعد أذنك.

لتظل تنظر له بنظرة خوف و لكنها تمتزج بالقوة، ليتنهد و يقول: انا هنا معاها و متخافيش، ممكن بقى تروحِ.

لتبتسم بخفوت و تذهب و لازالت عينيها معلقة على ذلك الزقاق المهجور، ظل يتابعها هى حتى إختفت من مرآه، لينظر صهيب للزقاق مجددًا يتابعها بهدوء و عيونه عليها تراقب كالنسور و تنتظر أى لحظة غدر للتدخل، ليجدها ستذهب ليتوارى خلف الحائط و يتابعها ترحل بعيدًا و سؤال وحيد دور بخلده: ما الذى تنتوي فعله يا تغريد؟.

ما تبتغيه الأنفس (مكتملة)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن