جلس وقد أصابته نشوة الإنتصار، فقد كان متعباً جداً في الأيام القادمة ظن انه سينفجر و يقتل اللورد، فهو قد رسم خطته و كان يراها بشكل واضح كان سيترك الأمر للورد، فهو من كان سيقتل كريستوفر لأنه وقف في وجه حبه لباندورا، و قد جهز خطة ليثبت خيانة جيزيل و الطفل الغير شرعي جون الصغير! و اخيراً باندورا و التي ستظل حبيسة اللورد و التي ستتنازل برغبتها عن حقها او ربما تموت او تنتحر لا يهتم، فهو سيراها و هي تتعذب أمامه!
أغلق عينيه براحة و هو يتذكر منظر اللورد حينما شاكاها عنده
"أخبرتك انها سترفض" قال اللورد بإنفعال و كأنه طفل صغير
" و لكنها لم ترفض بشكل طبيعي قالت اننا ان اجبرناها على الكتابة تلك ستكون رسالة حب لوالتر وايت" قال المحامي بخبث و أضاف:" انك تدللها كثيرا يا صاحبي يجب ان تكون اقسى معها فهي متمردة جداً"
"و لكني لا أريدها ان تكرهني أكثر " قال اللورد بيأس و أكمل:" تريدني ان أضربها مثلاً"
"لا ليس لهذه الدرجة فقط أخفها" قال الأخير بخبث
" و لكنك طلبت مني ان انتظر و لا اقابلها" قال اللورد
" كنت سأسوي الأمور لاجلك ولكن هل تعرف ما قالته"
"ماذا؟"
"قالت ان أخبرك ان لا تفكر بخيالها حتى" صرح الأخير
هنا تغيرت ملامح اللورد و كان قد بدء يتغير وجهه و يتلون بالغضب
شعر الأخير انه وصل لظالته، و
و لكن اللورد قال:" ما حاجتنا للرسالة سأتزوجها و سينتهي الأمر لن يجرؤ لا أخيها و لا صاحب المصنع البائس من الاقتراب "
هنا فقط عاد له تعبه فهو قد دخل في جدال طويل بما يخص هذه الرسالة سابقاً فقد كان اللورد يستنزف طاقته فالتحكم فيه سهل و لكن ليس بسيط وقد يخسر حياته في اي دقيقة مع رجل خطير مثله، فهذا الحقير كان لا يتوانى عن حمل السلاح في وجهه كلما انزعج منه!
يتذكر انه انهى الموضوع ب:" انت تريدها ان تنساه فالرسالة حل كما أخبرتك"
"و ماذا عن أخيها؟"
"تجد انت له حلاً يا صاحبي بمعرفتك، لقد هددك من قبل و أنت أعلم بمصلحتك"
كان هذا تلميحاً واضحاً لما يريده ان يفعله به، خرج الأخير و عيناه تصدعان غضباً و لا يرى أمامه سوى هدف واحد! و لم يرتح بال هذا الأفعى الا عندما عاد صاحبه الغبي محمل بالبشارات، كتبت الرسالة و كانت مثالية لدرجة انه ذهب إليها ليهنئها على هذه الرسالة !بالرغم من انه أرسل الرسالة و اقترب من أهدافه، و لكنه لم يكن مرتاحاً فقد غاب في الشك بسببها و بسبب ما تفوهت به، يتذكر كيف دخل عليها ذاك اليوم بغضبه و انفعاله و عيناه بالكاد ترى الخير، وجدها تنظر له بإستهتار، لم تعد نظرة الخوف بعينيها اختفت تماماً! لم يفهم سبب هذه الشجاعة و الحياة التي لمعت في عينيها، يذكر جيداً انه طلب من بران ان يقنعها بالزواج منه لا ان يزيد تمردها عليه! وجدها قد لعبت بكل الأوراق و الحبر رسمت و كتبت عليها كلها! كانت تتحداهم بهذه الحركات الطفولية مسك أعصابه و قال بهدوء:" لقد اشتقت لكِ"
"و انا لم أفعل و أعتقد ان خادمك العزيز اخبرك بذلك" قالت بسخرية
" انسي امره، كل ما يهمني هو أنتِ" قال و قد اقترب منها، هنا فقط وجدها تقفز و ان حاولت ان تخفي خوفها عنه! و أكمل:" اكتبي الرسالة"
"لماذا أفعل ذلك لقد اخبرتك انني لن اتزوجك" قالت بهدوء و أضافت:" الآن اخرج قبل ان ارميك بأقرب تحفة"
هنا فقط وجدته يمسكها من ذراعها بقسوة و عينيه على بقايا الجرح و قال وهو يصرخ:" ستفعلين ذلك"
"ارني كيف ستجبرني" صاحت فيه بتحدي
وجدته يقوم بخنقها، لقد باغتها! كانت تعتقد انها مستعدة للموت، و لكن ليس بعد فهي لم تنقذ أسرتها من المحامي، لم تودع والتر و لم تخبره كم هي تحبه للمرة الأخيرة، لم تسمع حكايات ويلا للمرة الأخيرة و أصدقاؤها و أهل القرية، انها تريد الحياة و تحب الحياة و هذا ليس عيباً و لا ضعفاً
من بين أنفاسها نطقت بأحرف متقطعة بصعوبة:" سأفعل"
وجدت ملامحه ترتخي و تتحول للحزن و هو يمسك بوجهها و هو يقول:" أرجوكِ لا تجبريني على فعل ذلك مجدداً أنا أحبكِ و أكره ان أراكِ في هذه الحال"
وجدها تنظر له بحقد، بوجه مبعثر و شعر أشعث، علم انه وصل لمبتغاه، فهذه النظرة كانت بالنسبة له نظرة خسارتها و إنتصاره عليها، فقال و هو يرتب نفسه ليهم بالخروج:" جيد سأرسل لك المزيد من الأوراق و الحبر و سيأتي السيد بران لإستلام الرسالة منكِ"
كان سيخرج و لكنها استوقفته لتقول:" هل تثق به لهذه الدرجة؟"
"ماذا تقصدين؟ انه صديقي منذ زمن بعيد"
" هل تعلم انه تقدم لخطبتي في الماضي" قالت ببرود
كانت نظرته صدمة مطلقة! خرج من تلك الذكريات و لكنه حاول ان يتجاهلها فهو ليس غبي لتلك الدرجة! انه يثق في المحامي أكثر منها!
YOU ARE READING
باندورا في الريف
Historical Fictionباندورا ذات العينين الناعستين ذات الضفائر البنية الفاتحة، باندورا ذات الضحكة الرنانة والحديث الممتع، باندورا المدللة ،المغرورة، المتكبرة، المتعالية، الوقحة، اللامبالية، الآنانية و عديمة الرحمة....في يوم ما باندورا تخسر كل شئ ، تتعرض للخيانة من أقرب...
معركة الورق و الحبر
Start from the beginning