خلف الأبواب المغلقة

607 65 1
                                    

كانت ترقبه من البعيد،وقف بطوله هناك ملامحه مشدودة الإنزعاج كان بادي عليه تماماً، ترى كل التعب الذي تمكن منه، تستطيع ان تستشعر كل القلق الذي يعيشه، أرادته ان يعيش كل هذا ليشعر بما شعرت به، ان يصبح من يخبه بعيد عنه، مع ذلك بقيت تعشقه لم تستطع ان تمن...

Oops! This image does not follow our content guidelines. To continue publishing, please remove it or upload a different image.

كانت ترقبه من البعيد،وقف بطوله هناك ملامحه مشدودة الإنزعاج كان بادي عليه تماماً، ترى كل التعب الذي تمكن منه، تستطيع ان تستشعر كل القلق الذي يعيشه، أرادته ان يعيش كل هذا ليشعر بما شعرت به، ان يصبح من يخبه بعيد عنه، مع ذلك بقيت تعشقه لم تستطع ان تمنع نفسها عن عشقه فحبها الأناني تغلب على كل ما فيها، كانت تعلم انه ليس لها و ان أمرها انتهى و لكن كان عندها أمل مزيف، واختفاء باندورا كان فرصتها، كان يتكلم مع رجل آخر، لم تهتم للحديث، فقد قفزت في وجهه و هي تقول:" لقد عدت من لندن"
وجدته ينظر لها بحدة و هو يقول:" أجل"
"هل وجدتموها؟" سألت بقلق مزيف
وجدته ينظر لها بشك، فابتلعت ريقها فوجدته يقول تقول:" لا ليس بعد"
"اذاً لماذا أنت هنا؟" سألت بأمل مهما حاولت ان تخفيه لم تستطع
" أبحث عنها" قال بإختصار و هو يحاول الهوب منها و من فضولها فهو كان مدرك انها أول المتشمتين
"هل لا زال لديك أمل؟" قالت بخبث لم تستطع اخفاؤه
"ماذا تقصدين؟" رد و قد لفت نظره سؤالها، فقد اوجس منها و شعر ان خلف هذا السؤال شئ آخر
"فقط أقول هل أنت متأكد من أنها لم تهرب " قالت بجرأة، بالطبع هي اندفعت عالمة بردة فعله التي كانت عبارة عن نظرة جانبية هادئة و تجاهل تام،  بالطبع خلف هذا التجاهل فوضى عارمة تركها خلفه ليسعى في همه

فقد مرت ٦ أيام، كان قد عدهم جيداً، ٦ أيام شعر فيهم ان الحياة سرقت منه، ان روحه هربت من جسده، كان يشعر انه مضغوط حد الإنفجار، ترك لندن مغصوباً فقد عاد للريف ليتأكد ان اللورد ليس في قصره الريفي، و هناك بعض المعارف الذين ظن انهم ربما يحملون في بطونهم إجابات، و لكن بقي الأمر كالمعتاد كما هو لا شئ مريب اللورد، يتنقل بين قصوره وحفلاته كعادته، كان متأكد ان تلك الرسالة كانت هراء محظ، و هذا رأي الحميع، أولهم أخيها الذي عاد قالباً الدنيا من حوله، حاول ان يهدأه مثلما فعل مع زوجته
"اهدأ الإنفعال لن يوصلنا لنتيجة"
"و لمكن كيف حدث هذا؟" قال كريستوفر بإنفعال و هو ينظر لنار المدخنة و قد امتلأ قلبه بالنار
"جبناء استغلوا غياب الجميع" قال والتر بغضب حاول ان يغلفه بالهدوء
"ماذا عن الشرطة؟" سأل بإنزعاج
"بالأمس جاؤوا مجدداً سألوا عن شككونا، و زودناهم بها"قال والتر
"اللورد بارينقهام " قال كريستوفر
"المشكلة لا يوجد لدينا دليل، اخبرتني ويلامينا عن رسائل اللورد و لكن كما هو واضح ان باندورا احرقتهم كلها" قال والتر بتفكير
"في ماذا تفكر؟" سأل كريستوفر بإستغراب
"لو ووصلنا لمرحلة الإستجواب مع وجود دليل سيكون هذا في صالحنا" قال والتر
"تقصد انك تريده ان يبقى محبوساً؟" سأل كريستوفر
"ان الحبس هو مكانه الطبيعي و لمن غرضي هو اننا سنتمكن من ان نكون مرتاحين تكثر في البحث" قال والتر و أضاف:" هذا ليس دليل ملموس و أنا أخبرت الشرطة عن كل شئ أعرفه و عن خطورة الرجل و هم لا يخططون لإستجوابه من فهمي و لكن يريدون ان يراقبوه"
"انهم بطيئوون " قال كريستوفر بإنفعال
"و لكنهم يقومون بعملهم" قال بهدوء و أضاف:" و نحن لم نقف مكتوفي الأيدي انني ابحث في الأرجاء"
نظر له كريستوفر و قال:" سأذهب لألقنه درساً"
هنا أوقفه والتر و قال:" المواجهة ليست في صالحنا الآن"
"ان المحامي القذر خلف كل هذا" قال كريستوفر، رفع والتر نظره بإنزعاج وجد الأخير يضيف:" هو لن يرتاح حتى يؤذينا"
"المهم ان الآن ان لا نتهور و أنت تعرف ان باندورا ليست بذلك الضعف متأكد تماماً اننا سنجدها" قال بأمل

"هل تعتقد انها ستستمع لي"
"عزيزي رونالد كما أخبرتك لا تقلق" رد الصوت الخبيث
"و لكن يا مايكل، لقد كررت على مسامعي مدى كرهها لي، انها تقول انها تفضل الموت" قال اللورد بيأس
رفع المحامي نظره، و قال بثقة:" مثلما خدمتني سأخدمك، أعرف هذه الفتاة منذ ان كانت صغيرة و كما أخبرتك من قبل مشكلتي لم تكن معها انما مع اخيها"
"اذاً ساعدني و عقلها انها لا تريد ان تنساه" قال بغضب
" ليس الآن سأتكلم معها و لكن ليس الآن فهي لن تتقبلني بعد" قال بخبث و أضاف:" و الغبي طالما هو خلفها هي لن تنساه"
"لا تقلق لقد رتبت الأمور مع الفتاة الأخرى هي تسعى في هذا الموضوع" قال بثقة و أضاف بعدها بيأس:" فكرت ان أجعلها تكتب رسالة أخرى لتحثهم على التوقف عن البحث، فأنا خائف من عدم اقتناع الشرطة بالرسالة الأولى و لكنها رمت علبة الحبر علي، سابقاً هددتها بابن أخيها و لكن الآن الأمر صعب"
"أنت فقط حاول ان تظهر في الأوساط كأنك لم تفعل شئ، اما التهديد فاتركه لي و للفتاة الأخرى سأتصرف معها، كما انني سأتحدث مع الصغيرة و أقنعها بالزواج بك" قال المحامي
"حسناً انا مجبر على تركها معك و الفتاة الأخرى ستأتي قريباً طلبت منها ان تزودني بالمستجدات" قال الأخير بتوتر
"ذكرني ماذا كان اسمها؟" قال المحامي
"جويل هامبل" قال اللورد بعدم اهتمام
"و ما هو غرض الآنسة هامبل من مساعدتنا" و بعدها استدرك ما قاله و قال:" أقصد مساعدتك"
"الغبية واقعة في حب القروي القذر حتى النخاع و ستفعل اي شئ ليكون لها" قال اللورد بملل
هنا ابتسم المحامي و قد شعر بأن اللعبة كانت مناسبة له

نظرت باندورا للحديقة، فقد باتت في الأيام الأخيرة هذه متعتها الوحيدة، لا شئ بالكاد كانت تأكل، فهي فشلت في اضرابها أول الأيام، بقي لديها أمل بأنهم سيجدونها، كان هناك يأس يتسلل لها و لكن ما جعلها مرتاحة هو ان اللورد لم يحاول زيارتها كثيراً مؤخراً! فهي لم تكن تقوى على رؤته، ان جنونه يفوق احتمالها! كانت تعلم انها شوقها للجميع يتعاظم و أهمهم والتر الذي لم يغب عن عقلها يوماً، و بالطبع اللورد الغبي كان يجعلها تعشق والتر أكثر، ففي كل زيارة كان يخبرها عن اخفاقات والتر في الوصول اليها! بدأت تسمع أصوات كثيرة بالخارج اقتربت من الباب و هي ترهف السمع
"لقد سافر"
"أجل بالأمس حمل متاعه"
كان هذا يكفيها، لتقف بحماس بعد ذلك اليأس الذي دب بأوصالها، هذه كانت فرصتها لتخطط للهرب، كانت تفكر هل تضرب الخادمة ام تسرق مفتاحها، ما دام هو ذهب فهذا يعني ان العيون ستغض الطرف عنها هذا جيد بل ممتاز

باندورا في الريفWhere stories live. Discover now