أرتعش جسده يعكس أرتجاف دواخله من كل شيء حصل، من ربكتها و إحمرار عيونها و موافقتها الغير متوقعة، لإنه ما جهز شعور الموافقة إلا إنه جهز ألف شعور للرفض، أكدت له شيخة مقدار رفضها من نطقها بإنه ولد البرّ و هي بنت الدلال، كان واثق من الرفض و ما يعرف ليه سأل، ما يعرف وش اللي بيحصل من موقف شيخة و فعايلها بعد معرفتها، لإنه يخاف و يخاف جدًا رفضها حتى لو عرفت بموافقة الغيد بحد ذاتها، تشكلت إبتسامة واسعة على ثغره من أستوعب إنها فعلًا وافقت، رمى جسده وسط التراب بينما يعيد الموقف بمخيلته، مو عادي شعور الفرحة اللي يسري بأكمل جسده و كأنه لأول مرة يفرح، شديد السرور تخلل لدواخله من عظيم الموقف اللي حصل و من عظيم نطقها، رفع إيده ناحية شعره يبعثره بركبة

أنحنت تثبت إيدها على ركبتها من هول الشعور اللي تعجز على إستيعابه، ما حصلت لها الفرصة على التعمق من تقدمت لدن ناحيتها: بنمشي للمزرعة حنّا بس، تجين؟
هزت رأسها بالإيجاب لإنها تحتاج تبتعد أتم البُعد عنه و عن الجميع، تحتاج ترتب ذاتها اللي فاقدتها من أشهر طويلة، سحبت جوالها من أعلى الخيمة و إتجهت ناحية سيارة الوليد، أخفت أكمل إرتجافها بجلالها، تنفست بعمق بينما تركب بجانب ميهاف و اللي كأنها تتعمد تزيد إرتجاف و شعور الغيد من إتصلت على نيّاف تعاتبه بإنها ما شافته و إنها الحين ماشية للمزرعة، عضّت شفايفها من سمعت صوته البعيد "جايك أنا لا تمشين"، رفعت طبقة أخرى فوق رأسها يعدم رؤيتها للجميع و لنيّاف اللي ظهر من المدى الوسيع، وقف على بُعد منهم من نزلت له ميهاف

«الليل»
فضى المخيم من البنات اللي توجهوا للمزرعة مع الوليد و ما ظل إلا نساء آل نافل و الرجال، مرر أنظاره على السماء و القمر اللي متوسطها، النجوم المنثورة بكثرة، أحمر جسده من عظَمة غضبه، من أحساسه السيء و اللي يرفض ذهابه إلا إن من دقايق وصله إتصال من المركز يطلبونه لآخر أسبوع، رغم إنه نبهم أكثر من مرة بعدم الإتصال فيه و بإنه يملك إجازة إلا إنهم يكررون بإن الموضوع ضروري و وجب تواجده، رفع إيده ناحية شعره يبعثره
رجع بخطواته ناحية الخيمة اللي يمليها الصخب و علو الصوت و كثرة السوالف المختلفة و بعدة مواضيع، جلس بجانب نيّاف و أمام سلطان و تميم و عمر، مرر سلطان إيده على العصا أمامه يأشر على مناف و نيّاف: كيف إنتوا توأم
أكمل من شاف الإستغراب يعتلي ملامحهم: أبي شيء واحد تتشابهون فيه
أشر عمر على وجيهم: وش الفرق؟
ضحك سلطان بينما ينفي: أقصد الشخصية مو الوجه
رفع عمر أكتافه بعدم معرفة: هذي كلنا نجهلها
مرر نيّاف إيده ينزل شماغه بجانبه: كلنا محققين، ما تكفي؟
سلطان: و كلكم تكرهون كثرة الهرج
نفى سيف من بعيد: راعي البرّ ما يسكت ترى بس النفسية هاليومين لك عليها
كشر حمد: هاليومين بس؟ قل هالشهرين
أشر نيّاف على عقاله و ضحك حمد: آسفين عمّي
سلطان: أبو عبدالإله ما يتعبك السكوت؟ تروعني والله
رفع مناف حاجبه: كيف أروعك؟
سلطان: أسمع عنك من قبل، ما تنطق الحرف بس مب كذا الله يهديك
أشر حمد على تميم اللي أنظاره على شعلة الحطب: خيبة ها صار شراته
عمر: عزتي له هواجيسه ما تنتهي
وقف سلطان يوجه أنظاره ناحية عبدالإله: ماشي أنا
كشر عبدالإله: وين ماشي؟ ما عندك محل بهالديرة
ميل سلطان شفايفه: إيه على هالنقطة طال عمرك أنا ماشي لقطر مب قاعد هِنا
عقد عبدالإله حواجبه و ووضح سلطان: ماشي أدور لي اللي تسنع حياتي
ضحك سيف بصدمة: كيف! كيف تدور لك اللي تسنع حياتك
أشر له سلطان بالسكوت لإنه همس لعبدالإله و ما يملك الرغبة بمعرفة الجميع إلا إن الخبر وصل لجميع الرجال المتواجدين بالمجلس، بإنه بيتزوج، تنهد بإرتياح من سمح له عبدالإله و مباشرة إتجه ناحية الباب قبل تصدر منهم الكلمة، ألتفت ناحية مناف اللي لحقه بهدوء، بدون يتحدث لبس أحذيته بينما يتجه ناحية سيارته بصمت عجيب أذهل سلطان

كل الغرام اسمك، كل الصور في ناظري رسمكWhere stories live. Discover now