نزل من الدباب بهدوء بينما يتقدم ناحيتها، إنحنى لها و من دون إدراك منه أنزل لثامها بطرف إيده، يتأمل ملامحها بينما عقله فاقد للوعي و ما يدرك فعلته و جراءته الغير معقولة، شعوره أجبره على هذي الفعله اللي ما ترضيه منه و لها إلا إن عظيم الشعور تحكم فيه و ساقه لها، يتأمل كل شبر بملامحها الجامدة و اللي تماثل ملامحه، ظاهريًا و داخليًا، الإثنين قلوبهم ترجف وسط ضلوعهم من هول الموقف و هول المشاعر و هول القرب، الإثنين ما توقعوا هذي الفعلة و ما توقعوا نطقه: بخطبـك
توقفت الدنيا عندها من نطقه الخافت و من نطق مرة أخرى "مرة ثانية" يثبت مدى إصراره عليها و يُولد مشاعر لأول مرة تمر عليها، ما توقعت إن الامور بتسير بهذا المجرى و ما توقعت إنه بيجيها بهالكثرة اللي ترهقها بهذا الشكل، ما كان منها الرد إلا إنها وقفت بهدوء تعدل لثامها و تجاوزته تركب دبابه و أنطلقت لمكانهم الأولي

دخل المجلس بجمود و قبل يجلس طلبها مرة أخرى: أبي الغيد
ما كان موجه حديثه لشخص معين إنما أنظاره على شعلة النار، تدارك أبوه الموقف و تحدث لتركي: نخطب منك بنتنا على سنة الله و رسوله يا تركي
أضاف نيّاف: أبي أسمع الردّ منها
همهم تركي بخفوت بينما يوجه أنظاره بهدوء ناحية عمر المُنصعق من إصرار نيّاف العجيب و من عدم التوافق بينهم، يحكم بما إنه يعرف الإثنين أتم المعرفة إلا إنه ظل صامت من دون يتحدث أو يبدي رأيه لإن الردّ بالنهاية بيكون منها مو منه أو من أيّ شخص آخر، إستحالة إنه يردّ بقرار مصيري لحياتها و إستحالة إن أحد يقبل بردّه و أولهم هي
أرجع جسده للخلف يتفحص نيّاف و كأنه لأول مرة يشوفه، مو كأنه ولد عمه و ولد خالته

بعد دقايق عديدة من الصمت السائد بالمكان وقف تركي بهدوء و بجانبه عمر يتجهون ناحية خيام النساء
نادى هدى و الغيد و إبتسم بمحاولة منه بتخفيف توتره من ظهرت المياسة و اللي كانت إيدها ممدودة لبطنها، بادلته الإبتسامة بينما تتوسط أحضانه بهدوء تترقب حكيه إلا إنه كان صامت يتأمل خروج أمها و أختها اللي كانت هادية بشكل غريب عليها كالغيد، تقدموا ناحيته بإستغراب و أبتعدت المياسة من شافت إن أبوها بيحاكي الغيد اللي لأول مرة تشوفها بهذا التوتر الطاغي، مسك إيدينها الثنتين وسط إيدينه بينما يتحدث بكل حنية: تعرفين إنك كل حياتي؟ تعرفين إني ما أرضى لك الردي و ما أرضى لك إلا العزيز؟ مانتي مجبورة على أحد يا أبوي و كلمتك تمشي و تتم غصبٍ عن الجميع، خطبك نيّاف نعم الرجل و القرار الأول و الأخير لك، ما عاش من يجبرك يا دنيتي
نفت بقوة جنونية من هول المشاعر اللي تنصب عليها بغزارة تماثل دموعها اللي ما تعرف كيف إنسابوا من حنية حكي أبوها و اللي أجتمع مع خطبته، دفنت رأسها بكتف أبوها اللي قبّل كتفها بينما يردد: لو الرفض مني بيكون لأجل ما تبتعدين عني، يا بخته إن وافقتي يا بخته و يا كبر حظه
تزداد دموعها مع كل حرف يخرج من ثغر أبوها، للآن لا تزال على رهبة موقفهم الأولي و الآن يخطب؟ مشاعر عديدة تجتاحها بكل ثانية و بكل نفس تأخذه و من كون الأمر هذي المرّة بإيدها مو بإيد شيخة و بكون الموضوع وصلها كإختيار، من كونه مصّر عليها و يبيها حقيقي مو خطبة عابرة، أرتجف جسدها كإرتجاف داخلها المستحيل من كمية المشاعر اللي أنصبت عليها و إختلافها و اللي لأول مرة تصارعهم، لو تعرف شيء واحد عن نفسها بتعرف إنها بترفض لذلك تحدثت بعد ما طال الصمت: لا تترك القرار بإيدي، أنت وش تبي
نفى تركي بينما يقبّل كتفها مرة أخرى: منك الجواب
ما ردّت و تحدثت هدى بتوتر: أخذي وقتك
همهم تركي بموافقة و أبتعدت الغيد عن حضنه تكفكف دموعها، ألتفتت تشوف ملامح أخوانها و اللي كانت مفجوعة حتى ضحك عمر بصدمة: بتوافقين؟
رفعت أكتافها بعدم معرفة و بصعوبة قدرت تتحكم بذاتها و ما تنفي لأجل كبرياءها و اللي من وجهة نظهرها بينهدم إذا وافقت، أبتعدت بخطاها ناحية المدى المعاكس لتواجد الخيام و إتجهت لوجهة مجهولة

بينما بالطرف الآخر، ركزت رأسها على صدره من دون تنطق بشيء، لإن لحظتهم شاعرية لأبعد حدّ من دون وجود الحكي بينهم، صمت شاعري يُولد ألف شعور باللحظة، أرتجفت ضلوعها من حاوط خصرها بإيدينه يقيدها و يثبتها بحضنه، رغم كثرة المرات اللي أحكم خصرها بإيدينه إلا إن بكل مرة يعطيها ذات الشعور و ذات الرجفة كالمرة الأولى، همس بهدوء يقطع صمتهم: وش تفكرين فيه
رفعت أكتافها بعدم معرفة لإنها فعلًا ما تعرف وش اللي تفكر فيه بالتحديد، بين مدى حبه و اللي توّها تستوعبه، من قبل زواجهم، تعجز عن إستيعاب هذا الأمر، من كونه يحبها من سنين عديدة و هي توّها تعرف، لإن من وجهة نظهرها مستحيل وجود الحب بمناف الأولي، ما كان يظهر أدنى شعور فكيف بيقدر على الحب؟، لإنها تتذكر أحداثهم سوا من بداية زواجهم، أسوأ علاقة تمر عليها، ما تصدر منهم أبسط كلمة، ما يقربها نهائيًا و يعطيها أسوء شعور بكل مرة تطيح أنظاره عليها لدرجة شعورها بكمية كرهه و اللي أكتشفت إنه حب مو شعور ثاني، للآن تواجه صعوبة بإستيعاب زواجهم الغير معقول و اللي ما تعرف كيف تم، كيف كانت نايمة فجأة يصحيها أُسيد يطلب منها توقع على عقد إرتباطهم سوا، تتذكر كيف وقعت بعدم وعي و بعد إستعابها نزلت و أول جملة سمعتها "مناف مشى للمركز" أنبعث شعور قبيح مع هذي الذكرى لذلك أبتعدت عن مناف اللي كانت أنظاره تقرأ أفكارها، ميلت رأسها بخفة: نرجع؟
همهم بينما ينحي يقبّلها، حاوط أكتافها و إتجه بجانبها ناحية الخيام البعيدة عنهم نسبيًا

أصعب شعور و أطول وقت مرّ عليه من وقت خطب للمرة الثانية و من وقت خرج عمّه تركي اللي دخل بهدوء بدون يعطيه جواب، من ملامح عمر المصدومة و من عدم فتح الموضوع نهائيًا، خرج بينما يلبس أحذيته عند الباب و أعتدل بوقفته من شاف مناف اللي يتقدم ناحيته بجانب لدن اللي مباشرة عاكسة الوجهة تتجه ناحية خيام النساء، وقف أمامه مناف و همس بإذنه بخفوت: خطبتها، مرة ثانية
همهم مناف بخفة بينما يمرر أنظاره على المتواجدين و من ملامحهم و الصمت السائد عرف إن للآن ما أعطتهم الجواب لذلك دخل بهدوء يجلس بمحله المعتاد مؤخرًا، مقابل عبدالإله إلا إن عبدالإله أشر له يجي بجانبه، ضحك سيف من وقف مناف: الشاعر راح، أنتهز الفرصة
ضحك عبدالإله من محارشة سيف: ما تسكت يابوك؟
نفى سيف و تحدث تميم: إنت اللي منتهز الفرصة، شايفه ساكت و معطيك على جوك ما بعد جاك الكف اللي يخربط ملامحك
نفى سيف بينما يمثّل الرعب: ما يسويها مناف
همهم مناف بينما يرفع إيده اللي ملتف حولها شماغه: ما أسويها بولد عبدالإله

يتأمل مشيها الضايع بينما خطاه خلفها، ما يعرف كيف صار وراها بالضبط لكن أدرك من شافها تلف جلالها اللي كان مرتفع على أعلى رأسها فقط و أصبح يلتف حول معالم وجهها و يخفيها بإستثناء عيونها، وقف أمامها بجمود: وافقتي؟
ما حصل منها الردّ لمدة طويلة، و طال صمتها أكثر، مجرد نظرات متبادلة من الطرفين تولد كوارث عديدة يعجزون أمامها و أمام عظيم الشعور اللي يتخلل لدواخلهم، أقترب بخطواته منها من أطالت بصمتها المهلك له، رغم شديد رغبته بالمعرفة إلا إنه يملك رغبة تضاد رغبته الأولى، يخاف وهو لأول مرة يخاف بهذي الطريقة، خوفه من الرفض أهلكه و بمجرد التفكير ينشلع قلبه من سوء الشعور، من حسّت إنه بيسوي شيء تحدثت بركبة لأول مرة تبان عليها: وافقت
إتسعت عيونها من أستوعبت نطقها، رفعت إيدها ناحية شفايفها بصدمة لإنها ما تعرف كيف نطقت، كيف قلبها تحكم فيها و نطق من دون إراده من ذهنها، ألف شعور أنصب عليها من هول الموقف و من موافقتها، من إنها بذاتها وافقت على شيء يضاد كونها الغيد، من إنه زرع الشعور هذا فيها اللي نطَقها بالموافقة، أرتجفت حدّ الموت، ذاب قلبها منه ملامحه و صدمته الطاغية، من إنهم يصارعون ذات الشعور، أبتعدت بخطواتها بسرعة خيالية ناحية الخيام لإنها ما تضمن نفسها و لسانها

كل الغرام اسمك، كل الصور في ناظري رسمكWhere stories live. Discover now