08 || ٱثار جانبيّة

363 66 36
                                    

شعرتُ بالملل مع إقتراب وقت الغذاء فَسحبتُ المحلول المتصّل بكفّ يدي معي نحو غرفتها القريبة من خاصتي أين وجدتها منهمكة بِقراءة رزمة من الأوراق

"شعرتُ بالملل فأتيتُ أتفقدُ كليتي" نطقتُ فور دخولي أغلقُ الباب خلفي وَرفعت بصرها نحوي

"قال الطبيبُ أنها تعمل جيّدا" أجابت وَقهقهتُ أجلسُ عن الكرسيّ القريب من سريرها، مرّت ثلاثة أيّام منذُ خضعت للعمليّة، من المفروض أن أغادر أنا، المتبرع، المستشفى في الغدّ، وَهي بعدي بِأيام قليلة في حال لم تتعكر حالتها فجأة

"ماهذا؟" أشرتُ على ما بيدها لِترفعَ الأوراق العديدة تريها لي "كنتُ أبحثُ عن كتابٍ مناسب لِنشره، وَأظن هذا يفي بالغرض"

"حقّا؟ ما نوعه؟" لا أعلمُ كيف حصل هذا تحديدا، لكن الأجواء بيننا صارت مسالمة أكثر قليلا بعد العمليّة، حيثُ صرنا نمضي أغلب الوقت سويّا في غرفِ المشفى

"كتابُ تنميّة بشرية، لستُ من محبي هذا النوع كثيرا لكن له أسلوبٌ مميّز" همهمتُ بتفهم وَقاطع الأجواء اللطيفة طرقٌ على البابِ تلاهُ دخول الممرضة تدفعُ عربة الطعام

"سيد بيكهيون، علمتُ أنني سَأجدك هنا حين وجدتُ غرفتك فارغة، إنه وقت الغذاء" بادلتها إبتسامتها العريضة وَوجّهت بصرها نحو هيسو "مرحبا ٱنسة هيسو، كيف تشعرين؟"

"بخير" ردّت بإقتضاب وما أزالُ جاهلا لِكيفيّة التأقلم مع مزاجيتها

"شكرا لكِ" حملتُ الأطباقَ عن المرأة الّتي إبتسمت تساعدني في وضعهم مكانهم قبل أن تغادر وَتأففت الإمرأة الّتي معي بضجر

"لا أريدُ الطعام اللعين، وَلا أريدك في غرفتي، أريدُ النوم" رفعتُ حاجبا واحدا أضمّ يدايّ لِصدري بِغضبٍ "ماذا بك فجأة؟ كنا بخير منذ لحظات!"

تأففت بضجر تبعثر خصلات شعرها الطويلة بكلتا يديها لتنظر نحوي بعدها "لا شيء، أنا بخير، دعنا نتناول الإفطار وَحسب"

هل يتهيأُ لي أم أن تصرفاتها تزدادُ جنونا كل يوم؟

جلسنا نتناول الطعام بِصمتٍ، لِتقاطع الأجواء بيننا مرّة أخرى حين طرق أحدهم الباب قبل أن يفتحه وَظهر من خلفه رجلٌ متوسط البنيّة، أشيبُ الشعر، دخل بخطواتٍ بطيئة عكسَ الفتى وَالفتاةِ اليافعين الّذين يرافقانه، وَالّذين أسرعا بالركضِ نحونا يلقيان بِنفسيهما في حضن هيسو الّتي إستقبلتهما بِإبتسامة

"هل أنتِ بخير؟ هل يؤلمك شيءٌ ما؟"، "لمَ لم تخبرينا عن العمليّة سابقا؟" نطقَ كلاهما بصوت واحدٍ بينما يشغلانِ حضنها وَأخذت تعبثُ بخصل شعرهما "أنا بخير، لم أرد إقلاقكما لشيء تافه"

أبعدتُ الصحون عن مكاننا أنحني بإحترام لِلرجل الّذي يفوقني سنا وَالّذي أومئ برأسه قبل أن يقف أمامها "إبتعدا عن أختكما حتى نتأكد من صحتها بداية، لمَ لم تخبريني قبل العمليّة يا إبنتي؟ أيعقل أن أسمع عن شيء كَهذا من تشانيول بالصدفة؟"

وجهان لعملة واحدةWo Geschichten leben. Entdecke jetzt