04 || ردُّ دين

394 70 73
                                    

راقبتها وَهي تسحب الكرسيّ لِذلك الكاتب مجددا حين وصلنا المطعم أين سنحضى بالعشاء وعدّة مشروبات لأطلق قهقهة ساخرة جامعا يدايّ لصدري

هاهي ذاتها الفتاةُ الّتي إنتقدت تصرفاتي بطريقة لاذعة تُقلّدها بِصورة مبالغة أكثر مني

أتساءل أيّ نوعٍ من الكتب ألّفها ذلك الرجل حتى يحضى بِهكذا إحترام ومعاملة منها، لعلّه كتاب يطرح أهميّة إقامة إبادة شاملة لِجنس الرجال وَالإبقاء على النساء فقط حتى لا تزعجهن أنفاسنا...

جلستُ إلى رأس الطاولة الخشبيّة المستطيلة، جونميون على جانبي الأيمن تاركا المكان حذوه فارغا من أجل خطيبته الّتي سَتلتحقُ بنا، وَهي إتخذت المقعد على يساري مجلسا لها حذوها السيد جونغ الّذي ظلّت تتملقه طوال الوقت

لستُ أدري مالّذي أفعله هنا حتى، محاولتها لِمنعي عن المجيء إستفزتني لذا وافقتُ بالرغم من أنّ لديّ موعدا مسبقا مع فتاة ما، موعد مدبر نظمته أمي اظطررت للإعتذار عنه متحججا بِكون عملا طارئا ظهر من العدم

لو علمت والدتي أن العمل الطارئ الّذي ألغيتُ موعدي مع الفتاة لأجله هو رجم المرأة حذوي بنظرات حادّة لِساعات طويلة لَأعادت تربيتي من جديد...

كان جونميون يتحدثُ عن شيء ما وَكنتُ أهمهم دون تركيز إذ أنها حازت على تركيزي حينما تغيرت معالم وجهها إثر تلقيها لِإشعار ما

"هل كل شيء بخير؟" سألها السيد جونغ حذوها وأومأت تبعد خصلات شعرها متوسطة الطول عن رقبتها ترجعها خلف ظهرها وَمن ثم تتركُ هاتفها من يدها

"الطعام هنا لذيذٌ، متأكدة من أنه سَيعجبكم" علّقت حين بدأت مختلفُ الأطباقِ الّتي تحتوي وصفاتٍ شعبيّة توضع على المنضدة أمامنا

"ربما لا أثقُ بِأخلاقكِ لكن أثقُ بذوقكِ في الطعام" حاول جونميون المزاح لِتجيبه بِنبرة مستهزئة "أحتفظُ بِأخلاقي لِـمن يستحقها"

"أنا رئيسك في العمل هيسو" نطق بإنزعاجٍ وَأجابته بينما تحشر فمها بالطعام "ذلكَ حين نكون في المكتب وحسب جونميون"

لم أستطع كتم قهقهتي على ملامحه الممتعضة وَحصدتُ منه نظرة ممتعضة جعلت من رغبتي في الضحك تزداد لكنني كتمتها بصعوبة

لم يكن الوضعُ بذلك السوءِ، كنا نتبادلُ عدّة أحاديث عاديّة حتى رنَّ هاتفها لِتغلقه بداية وَمن ثم تستأذن لِتجيب حين عاودَ الرنين مجددا

لمحتُ سترتها المعلّقة على كرسيها، وَالّتي نسيتها هنا وَخرجت من المطعم تجيبُ إتصالها دونها، فَترددتُ قبل أن أتنهد أحملها وَأتبعها

الطقسُ باردٌ ليلا، وَبعضُ العاداتِ أصعبُ من أن تتخلص منها، لمَ لا أتجاهلها وَحسب؟

لم أجدها أمام المطعم، بدلا عن ذلكَ وصلني صوتها من المنعطف المجاور فَسرتُ نحوه حتى لمحتُ هيئتها

وجهان لعملة واحدةWhere stories live. Discover now