03 || الشخص الأسوأ

384 70 43
                                    

دلفتُ مكتبَ المدير، كيم جونميون، أبن وجدته يتناقش مع تشانيول عن عدّة أشياء تخصُّ العمل وَطلب مني مشاركتهم لألقيَّ بكلٍّ من سترتي وحقيبتي على الأريكة البنيّة الصغيرة بِإهمالٍ وَمن ثم أتخّذ الكرسيّ المقابل له مجلسا

"أنهيتُ تجهيز العقد كما إقترحَ السيد بيكهيون، يمكنكَ أخذ موعد معه وَمع الكاتب لِمراجعة العقد وَتوقيعه" تحدثتُ دون مقدمات أغوصُ بجسدي في الكرسيّ الجلديّ براحة

"أنتِ قد قابلته منذ أقلّ من ساعة، كيفَ إستطعتِ إنهاء الأمر بهذه السرعة" وسّع إبن عمي عينيه بدهشة وَإبتسمتُ ساخرة "أنا أركّز على عملي تشانيول، لستُ مِمن يتركون أعمالهم لِلعبثِ مع الفتيات"

"هلّا توقفتي عن تصيّد أخطائي؟" ردَّ بِإنزعاجٍ فَضممتُ يدايَ لصدري "سَأفعل حين تصيرُ شخصا مسؤولا"

"لا تتجادلا أمامي، أنا رئيسكما في العمل واللعنة" دحرجتُ عينايّ بملل حين تدخل جونميون وَظلَّ الأطول يرمقني بنظراتٍ متضايقة

"أيضا هيسو، لا يهمني مدى تفانيكِ في العمل ما يزالُ عليكِ إحترامُ الٱخرين، ألم أوصيكِ أن تهتمي بِبيكهيون خصيصا؟" أنّبني بصوتٍ جهور لِأقلب عينايَّ بملل

"هل أتى يشكوك مني؟" من الطفوليّ بيننا الٱن؟

"لِحسن حظك أنه لم يفعل وَإلا لخصمتُ من راتبك كما إتفقنا، تشانيول من أخبرني، ثم هذا ليس موضوعنا، توقفي عن خلقِ المشاكل في العمل، رجاءا" أنهى حديثه يرجوني بنبرة أكثر لينا عكس  الحدّة أول كلامه وَنظرتُ لِلقابع أمامي بغضب

"ألا يمكنك أن تمسكَ لسانك وَلو لِمرة تشانيول؟" جحدته بِنظراتي وَزيّفَ إبتسامة ما "سَأمسكه حينما تمسكين خاصتك أمام الٱخرين"

"أظنُ أذنيكَ تحتاجُ السحب، أم ربما إشتقتَ لقبضتي في معدتك؟" هددته دون مزاحٍ، قد كنتُ أتصيّد فرصة لِضربه منذُ هذا الصباحِ المشؤوم

"هلّا توقفتما عن الشجار وَإحترمتما وجودي وَلو لِمرة؟" ضربَ مديرنا في العمل المنضدة أمامه بغضبٍ فَإلتزمَ كلانا الصمتَ حفاظا على وظائفنا

"جيد إذا، هل أنهيتما العمل على خطة التسويق للكتاب؟" سأل وَهمهمتُ أركّزُ بصري على طلاء أظافري الأبيض، هل أغيره لِلأحمر؟ أظنه سَـيناسبني

"إذا لِنوقع العقد بعد يومين، تشانيول إتصل بالسيد بيكهيون وَأنتِ هيسو تواصلي مع السيد جونغ" أوماتُ بحماسٍ وَكنتُ جاهزة لِلإتصال بالسيد جيون، الكاتب الّذي إخترنا كتابه لِنشره، غيرَ أن الرجل الٱخر تدخل "ألا يمكننا تأجيلُ الأمر قليلا؟ بيكهيون ليسَ بخير"

"قد كان بخير هذا الصباح" علّقتُ أرفعُ حاجبا واحدا بِشكٍّ فَإبتسمَ بسخرية "أجل، قبل أن يلاقيكِ"

وجهان لعملة واحدةOpowieści tętniące życiem. Odkryj je teraz