part 07

569 37 18
                                    



_____

كانت ليلة طويلة لم أنم منها سوى ساعتين ، فحين تأكدت من أنّ غاليتي قد أخذها النوم بقيت أتأكد من أنها لن تستيقظ خلاله محتاجة لشيء
وهكذا ضللت حتى غلبني النعاس وشاركت والدتي سريرها

صباح بارد كعادة كل صباح في شتاء برنت
أعددت الفطور لوالدتي وتركته على طاولة الطعام
ولم أنسى أن أخبئ أدوات التطريز جيدا حتى لا تعثر عليهم تلك الحسناء العنيدة

أسير بنفس الخطوات عابرا نفس الشوارع قاصدا نفس المكان ككل يوم

عدلت من وضعية الشال على عنقي علّه يحجب قليلا من البرد على ذقني وشفتي السفلية

رأيته من بعيد ينزل من سيارته ويدخل محلنا ، آه من صباح تجتمع به أنت و رائحتك داخل مكان عملي
أنت الشيء الذي كسر عبارة " ككل يوم "

عجلت من خطواتي ودخلت من الباب المخصص للعمال

" صباح الخير "

أسمعهم يردون التحية ثم يعود كل منهم لما يقوم به ، بدأت بنزع ملابسي حتى إستوقفني صوت كارلوس الفضولي

" تايهيونغ "

من نبرته علمت أن سؤالا فضوليا حول الأمس قادم ولم يخب ظني

" لما شاركت السيد جيون الطاولة البارحة ، أتعلم أنّي تسترت عليك أمام المدير ، صدق أنّي فعلت ذلك "

آخر كلامه قاله بنبرة درامية فخورا بذاته ، لو يعلم أنه حتى لو قال للعم توماس عن جلستي مع جيون لن يغير ذلك شيئا سوى من بعض كلمات التوبيخ التي سأتلقاها

" ليس لسبب صدقني ، وانا ممتن لكتمانك الأمر سأردها لك "

ربتّ على كتفه وتركته في حيرته ، ربما إنّي ضخمت فضوله أكثر ، ولكن صدقا لم أعرف ما أجيبه به
ولو لم أكن أرغب بالخروج سريعا لأخذ طلب من يقبع خارجا ، لكنت عبثت قليلا مع كارلوس
لديه روح طفل تنعش دواخلي أحيانا

تأخرت فعلا ، فعند خروجي كان فنجان القهوة بين يديه وهناك من يشاركه جلسته ، أحد أولئك الرجال الذين قدموا المرة الأولى

زاولت عملي بهدوء وشيء ما كان خاطئا ، كان من الخطأ أن يزورني شعور كهذا ، شعور الخذلان لعدم
أخذ طلبه ، من الخطأ أن أتلهف للقائه ، لصوته ورائحته ؟ ، وأكبر الأخطاء كان مراقبتي له

كان على قدر من الوسامة وكنت أشعر بمودة غامضة إتجاه هذا الوجه وضعف إتجاه هذا الحضور الرجولي الصامت الذي يختلف عن التصرفات التي تصدر من الرجل أمامه رغم تماثل الطبقات ، رجل مميز له جلسة واثقة وأناقة رجولية ، في غنى عن أي جهد

votre musicien _TK_Where stories live. Discover now