انها من اللحظات القليلة التي تتأمل فيها واقعها ، و تتأمل الحياة بشكل عام ، بل و تسأل نفسها هل هي على الطريق الصحيح ، ان تجربة اليومين الذين قضتهما مع كالان يجعلنها تود بشدة أن تقضي وقتا اطول معه ، تود أن تشعر بتلك الراحة و الطمأنينة التي يبثها إليها ذلك الصغير ، و كذلك ذلك الرجل الغريب الذي يجعل في حيرة من أمرها ....

رغم انها لازلت في العشرينات من عمرها إلا أنها لها تجارب في الحياة تكفي دهرا ، لكن تجربة حبها و تعلقها بابن اختها لا زال امرا لا تستوعبه و لا تفهمه ، و تجربة لقائها بغايدن لازلت علامة استفهام لديها ، فهي لا تعلم كيف يملك تلك القدرة على دفعها الى فقدان صوابها ، و بل حتى اخضاعها لأوامر في أحيان أخرى ...

بعد ساعة من القيادة تنبهت بانها تشارف على الوصول ، لحسن حظها ان جورج لا يكلفها بمهمات التصفية النادرة التي يقوم بها ، داخلها لازالت تؤمن أنها لن يسلم أمرا مثل هذا لامرأة حتى لو كانت قاتلة متسللة بالفطرة بل لو شاركت هتلر في قتل و حرق اليهود
هناك بعض الأمور يظل فيها الرجال رجالا بالنسبة له ، و حتى اذا كان يدعي التحضر فهو لازال رجلا من المدرسة القديمة .
على ذكر الرجال ، حين دخلت الى ذلك المستودع الذي كان في أطراف المدينة ، كانوا جميعا واقفين محطين بذلك الرجل الذي قاده قدره الى الموت ، لم تشعر روزا بهيبة حضورهم بالعكس كانت ترمق كل منهم بنظرات من التعال و الغرور حتى جونيور لم يسلم من نظراتها ، كان جورج واقفا في منتصف الحلقة و قد كان ينتظر وصول روزا فهي الأخيرة حتى يكتمل العدد ...

دقائق قليلة من الصمت و سكنت رصاصة في صدر الرجل معلنة توقف عداد حياته البائسة ، لم تغمض عينيها ، و لم ينتفض جسدها، كانت محافظة على ثباتها فبعد أن موت أي أحد يقوم جورج بمراقبة ردود فعل الكل ، رغم فزعها الطبيعي من الجريمة التي حصلت أمامها الا أنها حاولت التماسك كي لا تظهر بمنظر الضعيفة أمامهم ، فهي تمثل كل امرأة تعرفها و لا تعرفها في تلك الحلقة الذكورية

فكل من هناك هم رجال جورج في الظل و هي المرأة الوحيدة بينهم ، في حين أن الشركة تعج بعشرات المحاميات منهم لاورا التي تسكن معها ، يثق جورج في النساء لكن بحدود لن تصل الى انهاء الأرواح حتما .

تلاقت نظراتها معه فأجبرت نفسها على الابتسام و كأنها لم تشهد للتو على روح أزهقت ، بادلها جورج الابتسامة و أومأ لها بالرحيل ، فهو يدرك أنها لم ترتدي ذلك الفستان من أجل القدوم الى هنا بالتأكيد .

----------------------------------------

ما ان خرجت من المستودع حتى سارعت الى سيارتها و قادت مبتعدة ، عند أول محطة بنزين نزلت و دخلت الى الحمام مسرعة و تقيأت بقوة ، كانت تتنفس بصعوبة شديدة ، بعد مرور دقائق استجمعت قواها ، و عادت الى السيارة ، كانت تتنفس بانهاك شديد ، تشعر بالتقزز من نفسها و من ضعفها ، رغم مرور كل هذه السنوات الا أنها لا تستطيع احتمال منظر القتل أمامها ، لقد حاولت مرارا لكنها تنهار في النهاية ...

المستشارة السرية  (مكتملة)Where stories live. Discover now