الفصل 5

17.5K 857 59
                                    


هناك شيء غريب في تلك المرأة ، شيء يدفعه للتفكير بها طيلة الوقت ، و كأنها تمتلك سحرا من نوع أخر ، سحرا يجعله يود أن يدفنها بين أضلعه ، رغم تعاليها ، غرورها ، و كبريائها ، يرى في عينيها ، في تصرفاتها فتاة صغيرة طائشة ، رغم أنها قد تخطت منتصف العشرينات ...لم يخطط أبدا لأن تقتحم امرأة مثلها حياته ، خاصة أن لا يحب المتمردات أمثالها ، و يمقت كثير أن تتطاول عليه امرأة ، الا أنه لسبب ما وجد نفسه شديد الصبر معها ، و ذو سعة بال لم يكن يعلم أن يمتلكها .. ارتسمت ابتسامة على شفاهه عندما تذكر توترها و خجلها حين اقترب منها و طلب منها أن ترى كالان ، على ذكر ذلك الملاك الصغير.

حبه الشديد لكالان ، سببه شراكته مع ريكي  التي  تعود الى كونها صديقين منذ الجامعة، بل أعز صديقين  ، و حين أراد ريكي فتح شركته الخاصة ، كان غايدن أول الداعمين له ،  رغم أن غايدن ينتمي الى عائلة فاحشة الثراء و لا يحتاج الى أن يستثمر في شركة صيانة بسيطة الا أنه لم يستطع منع نفسه من دعم صديقه .. و وجد نفسه يخوض معه مغامرة في قطاع لا يعلم عنه شيئا ، لكنه مع ريكي تعلم الكثير ، ليس فقط عن العمل في قطاع الصيانة بل كذلك في كيفية الاهتمام بمن يحبهم ، فقد رأى كم يحب ريكي زوجته و ابنه ، بل و يفعل ما يستطيع كي تكونا بأمان ... 

لقد كان غايدن متواجدا دائما في كل لحظات حياتهما، سواء ، عرض ريكي الزواج على كارلا ، و حملها بكالان ، بل حتى أنه هو من اقترح اسم كالان كون يحتوي على الكاف الذي يشترك فيه كل من والدي ذلك الصغير  .

اذا كان يمكن وصف غايدن في كلمة واحدة ، ستكون أنه صارم ، و ذلك يرجع الى تربيته العسكرية ، فقد تم ارساله الى مدرسة داخلية بنظام صارم في عمر العاشرة ، و بقي فيها الى سن السادسة عشر ، لم يكن  لديه أي أصدقاء بسبب طباعه الحادة ،الوحيد الذي استطاع كسر هذه القاعدة هو ريكي . 

لأول مرة يشعر بالحيرة بشأن ما سوف يفعله بشأن تلك المتمردة ، من الأفضل له أن يتجنبها فقط ، عموما امرأة مثلها لن تتنازل عن حياتها من أجل شيء حتى لو كان ابن أختها . 

-------------------------------------

نهضت روزا برأس ثقيل للغاية ، كان الصداع شديدا ، نهضت من مكانها بتثاقل تجر قدميها كي تحصل على دواء لصداعها حتى سمعت صوت رجل يتحدث مع لاورا ، و على الفور عرفته كان جونيور ، أمسكت بخصلات شعرها بغضب ، فهي لا ينقصها الأن سوى ذلك الرجل ، لوهلة فكرت بالقفز من النافذة و النزول الى طابق سفلي ، لكنها ليس في حالة بدنية جيدة من أجل نشاط سوف تقع و تموت لا محالة ، و هي بالتأكيد لا تود الموت اليوم ، ليس قبل أن تعلم ذلك المتعجرف غايدن درسا ، مرت برأسها ذكرى ليلة البارحة و وجدت نفسها تبتسم و تقول تلقائيا : سوف أدمره بطريقة جميلة ، حتى سنتان من العلاج النفسي لن تقوم باصلاح الخراب الذي سوف أعيثه به . 

علا صوت جونيور أكثر : أريد فقط أن أراها ، و أتأكد أنها بخير لاورا ..

قالت لاورا بتبرير : هي بخير تماما ، الأمر أن وفاة أختها قد أثرت على نفسيتها جدا و قد كسر قلبها 

المستشارة السرية  (مكتملة)Where stories live. Discover now