الفَصلُ الثَامِن : أنشودَة غِير مُكتمِلة

67 18 11
                                    

_____

Oops! This image does not follow our content guidelines. To continue publishing, please remove it or upload a different image.


_____

بدأ الصَيف و شرعَ معَهُ إنتشار الخَير بالقَرية ، عاد أهلِها لصوابِهُم رغم إنتشار بَعض الثائرين بِكُل رُكن بالقرية لسبب يجهلَهُ الجَميع.

و عادا أيضًا الطِفلان الغارِقان بِعالمهُما الخاص بالإلتقاء كُل مساء حتىٰ بزوغ الفَجر كما أعتادا ، عاد حُسن طَرب أذان الفتىٰ بِعزف مَعشوقتهِ و عاد قلب الفتاة يُغني أشعارًا كُلما أستمعَ لإمتزاج صوت حَبيبُها مع موسيقاها.

بسبب أصرارهُ و إلحاحهِ علىٰ تآليف أنشودة أُخرىٰ و بَعد محاولات لا تُعد و لا تُذكر وافقت ماري الصَغيرة علىٰ رأيهِ ، و أمسىٰ الكُل يَجسلون للأستماع لموسيقى عِشقهُما كُل فَجر خَفيةٍ ، مِنهُم ميلي و دونغهيوك.

و لكن بَعد كُل وداع ، يرتاب ماري شعور أنَهُ أخر وداع ، و كُل لِقاء تَشعُر وكأنَهُ أول لِقاء.

كُل يوم بَعد جلوسها بِرفقتَهُ تتثاقل الأفكار علىٰ حِمل عقلِها و مَشهد مَقتل ذلك الشاب و صُراخ حَبيبتَهُ قهرًا لا يُفارق مُخيلتها ، كيف للأنسان أن يكون بِتلك العدوانية ضد أخيهِ الأنسان؟

ذلك الهدوء و تِلك الراحة ما هى إلا لُعبة كَبيرة و خِداع يَعمي بَصيرة الشَعب ، فلا يُمكنك الوثوق أبدًا بأي طَرف سفكَ دِماء لأجل حَرب أنسانية.

كما يُقال ، مَن أعتاد القَلق ظَن الطمأنينة فَخ ..
و لكن في حالة ماري هى لم تَكُن تَظُن فَقط بل كانت مُتأكدَه أنَهُ فَخ.

و كان مارك يُحاول بأقصىٰ جهودَهِ و بشتىٰ الطُرق أن يُخرج ألاعيب عقلِها هذه مِن مُخيلتها ، حتىٰ ظَن بأنَهُ نجح.

و بأخر لَيلة بَزغَ فيها فجرٌ سَعيد و شروق شمسٍ مُنير علىٰ أهل القَرية ، كانا كِلاهُما يعملان علىٰ أخر جُزء من أنشودتهُما ، و التي كانت أشبَه بالأغنية أكثر مِن كونها أنشودة.

أتكئ مارك بذراعهِ فوق العُشب حيثُ يقوم بالأستلقاء علىٰ بَطنهِ و يُقابل ماري بِوجههُ الذي يُساندَهُ كَف يَدهِ مُتآملًا ملامحها التي لَم تنفكَ يومًا مِن جعلهِ يتأكد بأنَهُ أكثر فتىٍ مَحظوظ بالعالم لأمتلاكهِ فتاة بِهذا الحُسن.

« أتَدرين كَم يهواكِ الفؤاد؟ »

تلألأت عيناها ناظِره لأيسرَهُ تزامُنًا مع تراقُص دقات قلبِها لتُفرج عن قهقه ظريفة.

« أدري »

أجابت مُبعده آلتها عن طَريق رؤيتها.

« أتَدرين كَم واهم بكِ الخاطِر؟ »

عَلت بسمتِها بَصِره رأسهِ لتَصطنع التَفكير لفترة.

« أدري »

أستلقت أمامهِ بشكلٍ مَعكوس عنهُ حيثُ أن وجهها يُقابل وجههُ.

« أتَدرين كَم فُتِنَت بكِ الرَوح؟ »

هَمس ناقلًا حدقتيهِ بين مجرتيها بِهيامٍ مُبتسمًا بِخفة.

« أدري »

أقتربت قليلًا من موضعَهِ بنظرات خَبيثة بَعض الشيء لتري طرف شفتهِ العلوية تُرفع للأعلىٰ بِمَكر.

« إذن بالتأكيد تَدرين كَم يتشوق الثَغر لِمُلاقاه جنتهِ »

أختلطت أنفاسِهُما حتىٰ أصبحَ يَصعُب التفرقَة بين نفسَهُ و نفسها ، و كادت الجفون تُغلق بِولهان حتىٰ شاركهُما نفسٌ ثالث.

« كلا لا أدري »

صوت رجولي أقتحمَ المُحادثة و ما كان إلا دونغهيوك الذي حشر انفهِ بينهُما ، و هذا ليس تعبيرًا مجازيًا بل حشر انفهِ بالمُنتصف حقًا مُسببًا الفَزع لماري و تَضَخُم هرمونات الغَضب لِمارك.

و سُرعان ما أنقلبَ الوضع لِلضَحِك و المَرح أكثر من كونَهُ جادًا.

فلا شيء يَستحق أن تُثير أعصابكَ لأجلَهُ مهما كان ، فقط خُذ كُل شيء بِبساطة.

فَلبساطة دائمًا ما تكون الحَل الأمثل لِكُل وَضع ، مهما كان.

Faded In My Last SongWhere stories live. Discover now