الفَصلُ الخَامِس : بِداية الخَطر

76 19 14
                                    

_____

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.

_____

قررا اليَوم بأن يَخوضا تَجرُبة السَير معًا فجرًا حيث الجَميع يَسبح بعالم أحلامهِ بعدما أنهيا أغنيتهُما الأولىٰ.

أستغلَ موهبتَهُ في الكتابة و عزفِها الماهِر لصُنع أنشودة صَغيرة ، أنشودة خَاصة بِهُما فَقط.

و كيف بدىٰ الأمر لها كالمزحَة بالبداية.

بسببهُ يُزهر قَلبها بِمُنتصف ديسمبر و يُمطر سيولًا بِأوائل أغسطس ، كامل مشاعرها و حواسِها أصبحا مِلكًا بين يديهِ يَتحكم بِهُما كيفما يشاء و لا يَرحم.

تأثيرهُ أكبر مما تخيلت يومًا ،
عيناه تُسحر مَن خَلت مِنهُ الحياة و صوتهُ يَبني مَدينةٍ كامِلة و تُهدَم عندما يتوقف عن التَغريد بهِ.

ثَغرهُ يُقهقه بلا توقف و فؤادِها يَستمع لَهُ بِحُب
، أنطفائهُ يَقتل روحها و أبتسامتَهُ تُحييها من جَديد.

لا تَعلم ما الذي حلَ عليها بسببه ، و لكنها سعيدة ، تمامًا كَسعادة زهرتِها البيضاء.

أبتعدا عن وسط القَرية دون أن يُلاحظا فالحديث أخذهُما لِمجرةٍ أُخرى ، حتىٰ لاحظا مكان مُغلق يَضُم العَديد من الرجال الثائِرة الذين يُشكلون مجموعة سرية لِبَث الحِقد و الكراهية في نفوس الشَعب لإقامة الحَرب علىٰ الحكومة.

و مَن ليس مَعَهُم فهو ضِدهُم ،
مَن ليس مَعَهُم ، خائِن و لا يَستحق العَيش.

شابكت ماري انامِلها بِخاصة مارك بِخوفٍ ، ما يحدُث أمامِها علامة لِما ستُقابِلَهُ مستقبلًا ، و هى ليست مُستعدة لإقامة حَرب و لَن تُضحي بِأحبائِها.

خاصةً زهرتِها البيضاء.

عادا معًا لِمَنزلها فهى هَلعت و قَلِقَت لدرجة أنها لَم تستطع ضبط تنفُسها و وغزات قلبِها المُرتجِف قلقًا ، و لكنَ الزَهرة البيضاء كانت بِالجوار فلا حاجة لِلقلق علىٰ رَحيقَها.

ولجَت للمَنزل و قد قابلتها الأخبار بِإذاعة البَث بِمَا يَحدُث بِقريتها و بأنهُم يُعدون أنفسهُم للحرب ، التي علىٰ وشك سَفك العديد من دماء الأبرياء بسبب جَشع الوحوش المُختبئة خلف زيّ البَشر.

تركت كُل شيء خلفها و صَعدت لِغُرفتها حيثُ مكانِها الأمن ، تُردد العَديد من الجُمل برأسِها لتهدئ و تُصدق بأنَهُ لن يُصيبَهُ مَكروه.

حتى أستمعت لِصافرة تتخلل زُجاج شُرفتها ، خرجت مُسرعة لتجدَهُ يتكئ علىٰ حائِط البناية الأمامية و عيناه تُناظر هيئتِها القَلِقَة بِحُب.

نظرتَهُ لَها لم تَقل توهجًا عن أول لِقاء ، بل تزداد بريقًا.

تنهدت وسط أبتسامتِها المُنكسِرة ليَغمز لَها بعيناه كي يرى ضَحِكتها تملئ ساحة السَكن ، ذلك ما يُريد إنهاء يومَهُ بهِ و ليس رؤيتها حزينة و خائِفَة.

فَكيف لَهُ أن ينام مُرتاح البال رغم علمَهُ بأنها لن يَغفل لَها جِفن من كثرة التَفكير بما يَحدُث؟

كُل شيء سيكون بخير ،
علينا فقط أن نآمُل ذلك و رُبما سيَحدُث.

و إن لَم يَحدُث ..
فـلازال لديهُما الكثير من الحيوات الأُخرىٰ ليكونا معًا فيها.

لازال هُناك وقت لطالما لم يُفنىٰ العالم.

Faded In My Last Songحيث تعيش القصص. اكتشف الآن