أميرة المحيط | الجزء الثاني

4

فِي المساء .

الجميع يستعد لحفِل يومِ مولدِ هافين ، ارتدت جيسكَا فستانًا أسود ممزوجًا باللون الأخضر الذِي يشبهُ طحالِب البحر معَ أقراط لمَّاعة أعطتهَا هويةُ الحورية .

نظرت إلى زوجهَا الذِي انشغلَ في ارتداءِ ثيابهِ الملكية لتنصرف عنهُ متجهةً الى الخارج وتحديدًا عندَ تلكَ البركة الصغيرة أمامَ السد الكبير بينهم و بينَ البحر .

أخرجت نفسًا عميق لتنظر حولهَا ولم تجد أحدًا مما جعلها تبتسم وتسدل شعرهَا الطويل و نزعت حذائها لتضع اقدامهَا داخلَ المياه مما أعطاهَا شعورَها كما لو أنهَا الحورية .

عصفت بهَا الذكريات حينمَا كانت تعوم مع رفيقتهَا و تبادلهَا للأحضانِ و أخذهَا من حنانِ والدهَا .

قاطعهَا عناقُ كريستوفر لهَا من الخلف ليهمس لهَا في اذنهَا مما جعلَ جسدها يُقشعر" ما الذِي تفعلهُ اميرتِي وحدها؟"

تنهدت لتضع يديهَا اعلى خاصتهِ لتهمس لهُ بابتسامة صغيرة " أنا فقط أعيدِ روحَ الحوريةَ داخلِي ، اشتقت إليهم جميعًا اعنِي والدِي و لي ان."

ابتسمَ بضيق كونهِ يتفهم شعورهَا هذَا تمامًا ليجعلها تلتفت ناحيتهِ وقال لهَا " لقد اخترتِ هذا لأجلِ ابنتنَا ."

" معكَ حق ، اخشى ان يحدثَ امرًا ما بسبب اخفائِي للحقيقة عزيزي."

قاطعهما صوتُ هافين وهي تقول لهما بصوت عالي
" والداي ماذا تفعلان؟ تبدوانِ كالغراء سويًا."

قهقهت جيسكَا لتجيب ابنتهَا بابتسامة " سآتِي اليكِ يا فتاةَ الميلاد."

ارتدت حذاءها لتهمس لزوجها قبل ان تصعد الى ابنتها
" عزيزي لتستقبل انتَ الضيوف وانا دعنِي اساعد هافين."

صعدت الى غرفةِ ابنتها لتقول لها بابتسامة بعد ان اغلقت الباب " تبدينَ جميلة جدًا عزيزتي .!"

اتجهت نحوَ هافين التي جلست في الكرسي المقابل للتسريحة لتهمس بتذمر " هو مجعد جدًا لا تقومِي بتسريحه."

تنهدت جيسكا لتمسح على رأسِ ابنتهَا مردفة " هو ليس كذلك ."

استرسلت بعد ان وضعت لمستها الاخيرة " انظري انتِ جميلة ، تبدينَ ك حوريةِ بحر ."

توسعت أعينُ هافين لتقول بابتسامة رُسمت على ثغرها
" حقًا ؟ ذلك التشبيه احبهُ امي ."

وقفت هافين لتتجه نحوَ الشرفة تنظر من الاعلى بضيق لتلاحظ جيسكا هذا الامر و بادرت بالسؤال " ماذا يجول في داخلِك ابنتي ؟ يمكنكِ ان تتحدثي انا اسمعكِ دائمًا"