الفصل الثامن والثلاثون "الجانب الآخر من العلاج النفسي"

Start from the beginning
                                    

"يبدو عليك الهدوء والرزانة ولكنها مختلطة بهالة غريبة منتشرة من حولك.. إذا صح القول هالة خطيرة.. ولكنها ليست كهالة القتلة المتسلسلين.. صدقني لقد تعاملت معهم من قبل وأعرف كيف تكون هالتهم"

نعم يعرف انها طبيبة نفسية، ولكن.. هل حقاً تتعامل مع المجرمين والقتلة المتسلسلين؟ بالأمس ظن أنها تبالغ ولكن مما تبدو عليه الأمور أنها لم تكن تمزح.

ازداد فضوله بينما يفكر في كيف يمكن لكائن رقيق مثلها التواجد بمكان وحشي كهذا.. ومجدداً، لم يستطع كبح جماح فضوله وهو يضغط علي بعض المفاتيح سريعاً مما جعله يفتح الميكروفون بهاتفها ليستطيع الاستماع لما يحدث بالكامل.. لا ضرر من الاستماع لها وهي تقوم بعملها.. أليس كذلك؟ لأهداف ثقافية لا أكثر!

استفاق من شروده في تبريره لنفسه ما كان يفعله من حقارة عندما أتاه صوتها وهي تقول بحدة لشخصاً ما:

"هل تظنيني آتية اليوم بالصدفة وأني وجدت نفسي بالقرب من السجن وقررت الزيارة؟"

•❅───✧❅✦❅✧───❅•

🔴 لا تنسى التصويت بالضغط علي النجمة ⭐️ والتعليق بين الفقرات حتى يُكمل الفصل الشروط ٥٠٠ تعليق و ٥٠٠ تصويت، ليُنشر الفصل القادم في ميعاده المحدد يوم الاثنين ٢٠ فبراير... رجاءاً لا تعلق بنقاط، حروف أو قلوب بصورة متكررة لأنها لن تُحتسب 🔴

•❅───✧❅✦❅✧───❅•

{في سجن بورتا ديل ديابلو الأمني بالمملكة الإسبانية، مدريد}

كان الدخول لواحد من أخطر السجون في إسبانيا مشهدا قاتما له هيبة مخيفة تبعث قشعريرة علي طول عمودك الفقري، و لا؛ ليست تلك القشعريرة المحببة بل تلك التي تنتج عن الخوف الشديد.. وأي شخص عاقل، طبيعي.. سيموت رعباً وهو يدخل هذا السجن الذي تمتد جدرانه العالية لأميال مما يخلق صرحًا مهيبًا يمكن رؤيته لأميال بعيدة من حوله.. كان هذا السجن "المنبوذ" كما يلقبونه لكونه في أحد المناطق النائية تماماً بعيداً عن الحضر والتطور لكونه كان المرفق الذي يأوي بعض المجرمين الأكثر عنفًا ووحشية في البلاد حيث يتم معاملتهم بالداخل معاملة أقرب ما تكون لمعاملة الصيادون للحيوانات البرية في موسم الصيد.. لا احترام.. لا أدمية.. بل وحشية فقط!

على جانبي مدخل السجن، وقف الحراس المشؤومين مسلحين بالبنادق يراقبون السيارات التي تمر بالقرب منهم بينما كان يتواجد عشرات الحراس على أبراج طويلة ومخيفة مسلحة بالقناصة ومستعدة ومتشوقة للتخلص من أي شخص يفكر في الهروب.

في الطرف البعيد من أرض السجن، تتواجد مشنقة لأولئك الذين لم يمتثلوا للأوامر كما ترددت القصص عن أولئك الذين لقوا حتفهم داخل جدرانه وعلى الذين يعرفون أنهم على بعد خطوة واحدة فقط من الانضمام إليهم.. ولكن كان لهذه الحقيقة نشوة مرضية تثير هؤلاء المجرمين لكون حياتهم على حافة الموت كل لحظة.. بل وكانوا يتنافسون على من سيفعل ابشع جريمة قبل أن يلقي حتفه!

خدعة الحقيقةWhere stories live. Discover now