الفصل الثامن والثلاثون "الجانب الآخر من العلاج النفسي"

Start from the beginning
                                    

•❅───✧❅✦❅✧───❅•

{في غرفة أخيل بقلعة آل ساندوفال بإسبانيا}

كان أخيل مستلقيًا على سريره و رأسه مرتاحًا على الوسادة وهو يتطلع إلى السقف تائهاً في أفكاره.. نقله عقله إلى الأمس و تلك المرأة التي شاركته امسيته ثم هربت من امامه كسندريلا عند بلوغ عقارب الساعة منتصف الليل، تذكر عينيها الكبيرتين البنيتين اللتين تجعدتا بصورة خلابة عندما ابتسمت.. كيف كانت شفتاها ممتلئتان ووردتان ويبدو أنهما صنعتا للابتسام وربما التقبيل.. تذكر كيف اضاء وجهها كله عندما ضحكت وكيف كانت عيناها تتألق بفرحها ومرحها من اللاشئ.. تذكر كيف لم تسقط ابتسامتها اثناء جلستها معه وكيف كانت تشع براءة و رقة.

هز رأسه محاولًا رفض هذه التأملات على أنها مجرد هراء.. لقد فكر مع نفسه انه لا يؤمن بالحب من النظرة الأولى.. لكن كلما فكر في الأمر، أدرك أكثر أنها كانت استثنائية بكل معنى الكلمة.

كانت تحبس الأنفاس بشكل غريب بالنسبة له.. كان ذكاءها مثيرًا للإعجاب وشعر بشرارة بينهما كما لو كان لديهما نوع من الاتصال.. ولربما أعجب بعقليتها قبل الاعجاب بشكلها الخارجي، ولسبباً مجهول بالنسبة إليه، يشعر أن تلك لم تكن المرة الأولى التي يتحدث فيها معها ولكنه فقط لا يستطيع وضع يده على أي محادثة سابقة أجراها معها كونه رآها لاول مرة بالأمس، ولكن شعوره بأنه يعرفها كان اقوى من ان يتجاهله.

تنهد مبتسماً وهو يغلق عينيه ويتخيلها بجانبه، يملأ ضحكها وذكائها الغرفة، كان يعلم أنه من غير المعقول ومن الحماقة أن يفكر في ذلك، لكنه لم يستطع أن يساعد نفسه..

تأوه مستقيماً من على فراشه وهو يتجه لحاسوبه الشخصي وفي قرارة نفسه كان عاقداً العزم على شئ ما على الرغم من مدى حقارته، ولكنه فقط لم يستطع منع نفسه!

كان يحدق بترقب في الشاشة وسرعان ما أخذ في كتابة بعض الرموز على لوحة المفاتيح ناقراً على المفاتيح بدقة وبراعة اكتسبها من سنوات الخبرة في هذا المجال... فجأة، بدأت الشاشة تضيء بسيلاً من المعلومات والتي كانت تخص هاتف كاتالينا الذي قام باختراقه للتو.. نعم، لم يستطع كبح فضوله عما تفعله في الوقت الحالي واذا اردت معرفة شخص ما على حقيقته فلتطلع على طفله الصغير المتعارف عليه بلقب هاتف خلوي.

نعم، من الحقارة الشديدة ان تتجسس على الآخرين.. ولكن، من يهتم؟ ومن يستطيع محاسبته؟

عندما بدأت المعلومات بالظهور امامه قام بتمرير بصره سريعاً عبر قائمة جهات الاتصال الخاصة بها، ورسائلها النصية، وحتى صورها ومقاطع الفيديو الخاصة بها.

"بماذا أبدأ؟" هذا ما تسائله هامساً وعندما كان على وشك تصفح كل محتويات هاتفها وقع بصره على موقعها ليعقد حاجبيه بتعجب وهو يردف قائلا: سجن بورتا ديل ديابلو الأمني؟ ماذا تفعل في مثل هذا المكان الخطير؟

خدعة الحقيقةWhere stories live. Discover now