Chapter 49

4.7K 169 219
                                    

~قراءة ممتعة~



_________

خاوية الملامح بعقل مثقل وأصوات تتردد داخل رأسها دون توقف تدفعها للجنون وهي تكور نفسها كجنين يحاول الإحتماء داخل رحم أمه لكنها كانت تحاول أن تختبأ داخل رحم الحياة دون فائدة فهذه الأخيرة لا تكف عن صفعها وتبديد آمالها

الحزن هو كل ما حصلت عليه…لعل أسعد لحظات حياتها كانت يوم مولدها عندما لم تكن مدركة لشيء مكتفية بحضن والدتها الدافئ

لكن ما تبقى لها هي ذكريات بائسة وبرود شديد ينخر مفاصلها وهي لم ترفع جسدها الهزيل من على السرير داخل تلك الأغطية التي تشربت الدموع وعبقت رائحة الحزن بين أنسجتها

تعتدل في إستلقائها لتنظر للسقف بعيون غائرة محمرة ورموشها المبتلة بملوحة الدموع لا تكاد تنسدل رغم تعبها الشديد

لكنها في عزاء أبدي، عزاء كانت هي الوحيدة فيه والفقيد كان نفسها القاتل لم يكن غيرها ومن حفر القبر كان هي، هي صاحبة الجنازة التي لن تنتهي

إنارة شديدة الخفوت وحدها ما كان ينير غرفة لا تحوي غير سرير، غرفة باردة وكئيبة يكسوها مشهد رمادي

تستمع لصوت فتح الباب الخافت بين لحظة وأخرى ولا تستدير حتى لتنظر فلن يكون غير ريموند الذي يتفقدها بين الحين والآخر ثم يعود لغرفته الأشد ظلمة فيضي ليلته يستنشق سم السجائر والمخدرات ويستكمل سهرته بعدة زجاجات من أرخص أنواع الخمر ذو المذاق المريع والتأثير الفضيع على النفس والجسد

كأن هول الصدمة عليه كان كفيلا بإخراسه وأن ذلك الخمر يجعله يتخيل نفسه مشنوقا بحبل معلق منتصف غرفته مرارا وتكرارا ودون توقف

لكن هذه المرة رفعت سكارليت رأسها رغم الصداع الشديد والدوار الذي ينتابها كلما حركت جسدها لكنها وقفت بصعوبة تسمع صوت مفاصلها دليلا على أنها لم تتحرك منذ مدة كيف لا وقد مر ما يقارب الشهرين على إنعزالها عن العالم بعد أن تم القبض على هيذر مكانها

جمعت بعض الملابس المرمية على الأرض حولها لتدخل للحمام…عدة دقائق حتى خرجت ترتدي سروالا ضيقا مع قميص فوقه سترة جلدية وكلها كانت باللون الأسود ثم وقفت أمام المرآة المكسورة والتي كانت هي السبب في كسرها خلال أحد نوبات جنونها السابقة

كان شعرها مبتلا يقطر فوق ملابسها وبعض من الخصلات الداكنة تسللت تسقط على وجهها شديد الشحوب ودون تفكير حملت المنشفة الصغيرة ووضعتها فوق رأسها لتصك أسنانها بقوة

وتبدأ بفرك شعرها بقوة شديدة ودموعها تنزل حارة على خدها وهي تعض شفتها تكتم شهقة تشكلت بسبب الغصة في حلقها

آضطِرآبْ||disturbanceWhere stories live. Discover now