الفصل الثاني ♥

ابدأ من البداية
                                    

قام الطبيب في النهاية بحقن بعض الأدوية في وريدها، ثم عاود بصره نحو عصام قائلًا له بعملية

:- كدة تمام يا عصام بيه، المدام هتبقى كويسة خلاص وهتفوق كمان.

اومأ برأسه أمامًا ثم أردف بمكر شيطاني خبيث

:- بقولك ايه يا دكتور مفيش حاجة أو عملية تخليها متحملش خالص، أصل أنا وهي مش عاوزين عيال.

تطلع الطبيب ارضًا بأسف، وغمغم بحزن متنهد تنهيدة حارة

:- هو للأسف يا عصام بيه دة اللي كنت هقوله لحضرتك المدام بعد اللي اتعرضتله  دة كله أثر على الرحم بتاعها هي مش هتقدر تحمل تاني، دة مسكن ضروري تاخده لأنها ضعيفة وتعبانة جدًا دة هيحاول يقلل معاها الوجع.

ابتسم بسعادة عندما يستمع إلى كل كلمة بتفوهها الطبيب عما فعله بها، هو جعلها غير قادرة على الإنجاب نهائي سيستخدم كل ذلك للضغط عليها سيجعلها تتألم نفسيًا ايضًا ليس بدنيًا فقط كما كان يفعل من قبل..

نعم هو يفعل كل ذلك من اجل رؤية ألمها وذلها بعينيه متلذذًا فرحًا بدموعها التي تسيل من عينيها، بصرخاتها المتألمة التي ترتفع بعد كل ضربة يهوى بها فوق جسدها، نظرات الرهبة والرعب الظاهرة بوضوح داخل عينيها عندما تراه فقط، أنفاسها التي تكتمها عندما فقط يدلف الغرفة، كل ذلك يرضيه بشدة ذلك يسعى لفعله، سار مع الطبيب بعد ذلك متوجه به إلى أسفل ليصل به خارج المنزل.

في تلك الأثناء قد استعادت تلك المسكينة الهزيلة وعيها، لكن لأنها تعيسة الحظ لا هي ليست تعيسة فقط بل هي ليس لديها حظ من الأساس قد استمعت إلى كلمات الطبيب تخترق أذنيها بقوة، نعم قد علمت أنها أصبحت غير قادرة على الإنجاب مرة أخرى في حياتها باكملها، وضعت يدها فوق بطنها بضعف شديد، فقدت صحتها، قوتها، وجمالها كل ذلك بسببه وها الآن اكتمل شعور الفقدان لديها بعد فقدانها لطفلها مصطحبًا لشعور الأمومة التي كانت تحلم أن تحظى به يومًا منذ صغرها.

تود الصراخ...الصراخ حتى الفناء من تلك الحياة القاسية عليها بضراوة، تريد أن تصرخ من حسرتها ووجع قلبها على ما فقدته تلك المرة،  لا تعلم ماذا يجب عليها فعله لتنهي ذلك الألم الذي تعيش فيه، لم يكن ألم طبيعي مثل الذي يشعر به الجميع لفترة ويزول بل ألم مستمر معها حتى نهاية الدهر.

تفكر في الهروب منه، لكنها فعلتها ثلاث مرات من قبل، هل ستفعلها الرابعة؟! تتذكر هروبها في المرة الاولى عندما قد عادت إلى والديها ثم بعد ذلك بدأت تهرب منه في الشوارع من دون أن تحدد هدفها لكنه كان يبحث عنها ويعيدها الى سجنه وجحيمه مرة اخرى، كان فقط يشدد السجن عليها، يزود عدد الحراسة في المنزل بالخارج والداخل، لكن من أكثر المرات التي حُفرت في عقلها عندما هربت وعادت إلى منزلها مع والديها ورد فعلهما القاسي معها.

لهيب الروح حيث تعيش القصص. اكتشف الآن