الفصل الواحد والعشرون

14.4K 482 47
                                    

ركب جواد سيارته بعقل مشتت شارد لا يعلم كيف جعله يسير بتلك السهولة، لكن ما علمه جعله مشتت لا يعلم ماذا يفعل بعد معرفته الحقيقة؟! هل خدعته ببراءتها وحبه لها الذي جعله يفقد صوابه ولا يرى الحقيقة؟! هل ما يراه منها ستار تخفي خلفه حقيقتها الكاذبة بمهارة؟!

عاد بذاكرته متذكرًا كل كلمة تفوه بها محسن، متذكر تلك الكلمات التي حُفرت في عقله عنها.

وقف محسن يكشف عن هويته الحقيقية ببرود ومكر مقررًا تنفيذ خطته إلى نهايتها 

:- أنا محسن كنت صاحب عصام الله يرحمه مش زي ما قالتلك هي كدبت عليك عشان تخبي الحقيقة..

لم يفهم جواد حديثه عن أي حقيقة يتحدث ذلك؟! ولماذا كذبت رنيم عليه عندما أخبرته أنه صديق شقيقها، هتف متسائلًا بخشونة حادة ولهجة حازمة

:- حقيقة ايه اللي تخبيها؟

تغلب على خوفه أمامه ملتقط أنفاسه بصعداء واستكمل خطته مجيبًا عليه بخبث

:- أن هي اللي قتلت عصام الهواري، مرات حضرتك يا باشا هي اللي قتلاه.

هب جواد بعصبية مقتربًا منه وأمسكه من أطراف قميصه صائحًا به بحدة غاضبة ليتوقف عن تلك الثرثرة الكاذبة

:- اخرس خالص وبلاش جنان اللي بتقوله دة قسما بالله اوديك في داهية.

لكمه في وجهه بقوة جعلت الدماء تسيل من أنفه واستكمل حديثه بحدة وغضب أكبر متوعدًا له

:- فوق لنفسك يلا شكلك نسيت أنت فين ولو مش عاوز تطلع من هنا عيد كلامك دة تاني.

ضغط فوق شفتيه الرفيعة بغضب وتحدث مغمغمًا باستفزاز وبرود وهو يضحك على غير المتوقع

:- لو كدة يا باشا يبقى مش هنطلع من هنا أنا والمدام، بس أنا ضامن خروجي عشان معملتش حاجة لكن هي بقى اللي عملت، هي خططت ونفذت كل حاجة.

لكمه مرة أخرى بحدة وصاح به بنبرة جنونية غاضبة

:- متجيبش سيرتها على لسانك وقتها والله ماهتشوف نور الشمس تاني من اللي هيحصل فيك..

حاول محسن أن يسيطر على حديثه لينفذ ما يريده، وأجابه بتعقل

:- ياباشا طب اسمع اللي عندي اسمعني الأول وبعدها ابقى احكم.

اومأ برأسه أمامًا سامحًا له بالتحدث فانتهز محسن تلك الفرصة التي آتت إليه، وتحدث بمكر

:- بص ياباشا أنا كان ليا فلوس عند عصام عشان بينا شغل وهو كان واكلها عليا جيت مرة اروحله البيت شوفت المدام عرفتها أنا مين وعاوز ايه راحت قالتلي اسيبني من فلوسي دول شوية فكة واركز معاها هي في مصلحة أحلى والمصلحة دي قتل عصام عشان تورث وترتاح كمان لانها مش بتحبه.

استمع جواد إلى حديثه بعدم تصديق مغمغمًا بعصبية حادة بعدما برزت عروقه بغضب وتحولت ملامحه أصبحت تزداد حدة كان الشرر يتطاير من عينيه المصوبة نحوه يود قتله ليتوقف عن ذلك الحديث

لهيب الروح حيث تعيش القصص. اكتشف الآن