الفصل الثاني ♥

Start from the beginning
                                    

:- فـاروق استنى.

تنهد بصوت مسموع يئس ثم عاد ببصره متطلعًا نحوها، غمغم متسائلا بجدية صارمة

:- نعم يا مديحة عاوزة ايه؟ لو على الحوار اللي عمله ابنك فخلاص أنا خلصته.

بالطبه هي لن تتحدث عما فعله ابنها كما يقول فذلك أمر لن يهمها ولن تعطيه أهمية فقد اعتادت على أفعال ابنها مع تلك الفتاة إذا قـ تلها لن تهتم، وقفت قبالته وتحدثت ترد عليه بعدم رضا وجدية هي الأخرى مثله تمامًا

:- لأ اكيد أنا مالي باللي عمله ابني ما انشالله يموتها وتغور في داهية، أنا هتكلم في اللي ابنك أنتَ بيعمله مع بنتي يا فاروق، أنا وأنتَ متفقين أن جواد لـ أروى زي ما أروى لـ جواد وأنا بنتي فاهمة دة ومتقبلاه، ابنك أنتَ ماله بيعاملها  وحش ومزعلها دة بيعامل الوسـ*ـة الزبـالة اللي فوق احسن منها.

أغمض عينيه بضيق مزمجرًا بغضب من أفعال ابنه التي يعلمها، غمغم متحدثًا بتعقل

:- خلاص انا هتصرف وهشوف الحوار وأحله انا معاه بنفسي، قوليلي لـ أروى متزعلش جواد كدة كدة ليها.

حركت رأسها باستحسان لما يتفوهه متمنية أن ينفذ ما يردف به يقوم بالسيطرة على ولده ليجبره بالزواج من ابنتها، لكنها لم تصمت بل تمتمت بشراسة تهدده بوضوح حاد

:- ماشي يا فاروق بس أنتَ عارفة الليلة واللي أنا أقدر اعمله كمان، أنا بسكت بمزاجي.

ازدادت ملامحه غضب وحدة، رامقًا إياها بنظراته المشتعلة بضراوة، سار بخطواته الشامخة متوجه صوب الخارج من دون أن يعقب على حديثها، لكنها استوقفته مرة أخرى مردفة بسخرية

:- صح يا فاروق ابقى سلملي على جليلة حبيبتي، أنتَ عارف بحبها ازاي.

رد عليها بلهجة مشددة حازمة يملأها الصرامة والغضب معه

:- مديحة ملكيش دعوة بيها، أنتِ عاوزة ايه دلوقتي جليلة متخصكيش اصلا.

سار بخطوات واسعة مسرعة نحو الخارج من دون أن ينتظر ردها، يشعر بالغضب الشديد يجتاح كل ذرة به خاصة أنه يعلم المعنى الخفي لحديثها الملئ بالشفرات، تلك الشفرات الخاصة الذي يستطع هو فقط أن يفكها ويفهم ما تريده من خلالها.

صعدت هي متوجهة نحو غرفتها مرة أخرى بابتسامة شيطانية واسعة تزين ثغرها الماكر تعكس شعورها الداخلي الذي تخفيه في قلبها لذاتها فقط.

بعد المرور بعض الوقت

جاء الطبيب الذي احضره فاروق وكان يقف في الغرفة يمارس عمله متكلت نحو جسد تلك الفتاة الملئ بالكدمات المتنوع زمنها من بين الحديث والذي حدث للتو، محاولًا فهم ما يحدث معها، لكنه لم يجرؤ على التساؤل أو التفوه بأي شئ، بل ظل مع حيرته في صمت تام.

لهيب الروح Where stories live. Discover now