الفصل الثاني ♥

Start from the beginning
                                    

:- الموضوع مش هينفع في التليفون يا عمي، تعالى بس بسرعة في حاجة مهمة.

همهم يرد عليه ثم أغلق معه وسار مسرعًا نحو الخارج في عجالة ليفهم ما الذي فعله عصام وماذا يريد منه، انطلق سريعًا بسيارته..

وصل فاروق المنزل ترجل من سيارته بشموخ والصرامة بادية بوضوح فوق قسمات وجهه، وجد ذلك يقف في انتظاره والتوتر يبدو عليه، اقترب منه متسائلًا بعدم اطمئنان

:- في إيه يا عصام أنتَ جايبني على ملى وشي ليه، عملت مصيبة إيه لكل دة؟

لم يتفوه أو يخبره بأي شئ بل توجه به إلى داخل ممسكًا بيده وسار صوب غرفته جعله يشاهد ما فعله من دون أن يتحدث.

وقف فاروق يشاهد ذلك المنظر الشنيع الذي أمامه من دون أن يبدى أي رد فعل، كان من المتوقع أن يُصدم مما فعله أبن أخيه، ذلك المشهد ليس هين بل يهز له الأبدان، مسكينة غارقة في دمائها ولم يهتم أن يطمئن عليها إن كانت لازالت على قيد الحياة وتلتقط أنفاسها، أم توفت وانتهت حياتها بعد الذي حدث لها..

تخلى فاروق عن صمته الذي طال وهو يشاهد ما حدث، متحدثًا بضيق وحدة

:- يعني أنتَ متصل بيا عشان دي، ما خلاص مش عملت اللي عملته أنتَ عاوز إيه مني ماتت ولا عايشة ما تشوفها أنا هعمل إيه يعني.

هل هؤلاء بشر مثلنا؟ كيف يتعاملون معها بتلك الطريقة؟ هي حياتها أو موتها لم يهم أحد ولكن كيف يتحدثون عن الأمر كأنه أمر طبيعي متداول لدى الجميع..

تنهد عصام متمتم بجدية تامة شارحًا له الأمر الذي يريده منه

:- لا عايشة يا عمي لو ماتت مكنتش جبتك، بس مش هعرف اوديها مستشفى أنتَ عارف اللي هندخل فيه لو دة حصل.

اومأ برأسه إلى الأمام متفهمًا ما يريده منه، فاردف بجدية شديدة وهو يوليه ظهره

:- طب شوف ارفعها من الأرض ولا هتعمل إيه وأنا هجيب حد اعرفه يتصرف هو.

نفذ الاخر ما قاله عمه توجه نحوها يرفعها فوق الفراش بلا مبالاه، يعاملونها كشئ نكرة ليس له قيمة أو أهمية سوى أن تُهان وتلبى رغبات ذلك المريض، بينما فاروق فقد اجرى اتصاله ثم التفت نحوه متحدثًا بصرامة شديدة

:- في دكتور هيجي مش هيسأل عن أي حاجة حصلت، والحوار هيخلص خالص على كدة.

ابتسامة ماكرة زينت محياه ووقف في الغرفة يشعر بالأنتصار والسعادة مما فعله معها، يطالع هيئتها بسعادة حقيقية وكأنه انتصر في حرب، لم يستطع أن يستخدم قوته سوى عليها هي، لكن مهلًا هل ما يفعله هو بها قوة؟ بالطبع لا ذلك ليس له علاقة بالقوة بل هو اعتراف صريح منه على عدم رجولته وعجزه.

خرج فاروق من الغرفة متوجه إلى أسفل بعدما قد أنهى ما جاء لأجله، لكن قبل أن يذهب استوقفته مديحة التي تفوهت باسمه

لهيب الروح Where stories live. Discover now