الحكاية الاولى ،الجزء الاول "السحر الاسود"

307 18 3
                                    

في ليلة من ليالي الشتاء المظلمة، في شرفة منزلها، تبكي، لا تعلم أندماً على ما ضاع من عمرها ام اشتياقاً للشخص الذي فعل ذلك، فنحن البشر حقا غريبون، عندما نحب نعطي كل حبنا واهتمامنا وكل ما نملك من طاقة للشخص الذي نحبه، ولكن بعد فوات الأوان نعلم انه خطأ، ولا يجب أن نؤمن لشخص اجمع الناس بأكملها انه ليس بالشخص المناسب، ولكن علينا عيش الواقع المؤلم لنتعلم

دلفت والدتها الي غرفتها، ورأت حالتها، وكم تمنت ان لو تستطيع نزع كل الألم والتعب من قلب ابنتها الوحيده

الام
مش كفاية عياط كده يا بنتي، ميستاهلش منك دمعه واحده حتى
هي
انا حتى معرفش يا ماما انا بعيط علشانه ولا علشان نفسي، بس اللي اعرفه اني مش هستمر على كده، انا هنزل شغلي من بكره ان شاء الله
الام
ايوة، هي دي يارا بنتي اللي اعرفها،مش المستسلمة اللي بقالها يومين لا بتاكل ولا بتشرب ولا حتى بتنزل شغلها اللي بقالها سنين بتسعى علشان تحققه
يارا
ربنا يخليكي ليا يا احلى مريم في الدنيا، مش عارفة من غيرك يا أمي أنا كان حصلي ايه ولا بقيت فين، انتي ضهري وسندي بعد ما بابا سافر وسابنا
مريم الام
يالله قومي وبلاش تضيع وقت، انا حطيت الغدا برا قومي نتغدا سوا وبعد كده اعمليلي كوباية شاي
يارا مازحه
ايوة قولي كده انتي عملتي كل ده علشان خاطر كوباية الشاي الخطيرة اللي ملهاش مثيل بتاعتي
مريم
الحق عليا بجبر بخاطرك، بدل ماانتي مش بتعرفي تعملي حاجه خالص
يارا
ماشي يا ست ماما انتي اعملي اللي عايزاه
وخرجا الاثنتين من الغرفه، يصطنعوا الضحكة لكي يرضى الطرف الآخر ولكن في القلب وجع كبير، الام على ابنتها وما واجهته في حياتها والابنه على كسرة قلبها والمستقبل المجهول الذي لا تعلم عنه شيء
على الجانب الاخر
يجلس هو حزين على ما حدث في حياته، منذ أن تزوجا لم يروا يوم سعيد في حياتهم، على عكس ايام الفترات ماقبل الزواج، كانوا سعيدين، وكانوا يخططون لأيام وأشياء يفعلوها وماذا الان لا شيء، تفرقا الحبيبان، تفرقت اجسادهم ولكن أرواحهم مازلت معا، ماالذي حدث، ماالذي قلب الأحداث راس على عقب هكذا
_ ايه يا ابني هتفضل قاعد كده لحد امتى
*هو ابنك ايه يا عم، ده انا اكبر منك، وبعدين ليا اسم، اسمي بحر
_ خلاص يا عم مغلطناش في أمن الدولة، احنا اسفين يا استاذ بحر، اه وانا اسمي ريان لو متعرفش يعني
بحر
امشي يا ريان من قدامي علشان مطلعش كل اللي فيا عليك
ريان:
ماانا مش عارف مالك، من ساعة ما سيبتوا بعض وانت حالك مش عاجبني، لو بتحبها كده سيبتها ليه
بحر:
صدقني مش عارف، انا مش عارف ايه اللي حصل، انا معرفش حتى هي سابتني ليه، اكيد في حاجة حصلت انا معرفهاش
ريان:
ازاي متعرفش يعني، هي هتسيبك كده من الباب للطق كده يعني
بحر:
انا مش فاكر اي حاجة خالص، وهي بتقول اني ضربتها وانا عمري ما افكر اضربها
ريان:
انت رجعت للشرب تاني
بحر:
انا من يوم ما عرفتها وانا مبطلو خالص، وعمري ما هرجعلوا تاني
ريان:
الموضوع كده في حاجة، الايام هتبين كل حاجة، قوم بس نشوف الشغل بدل ما المدير يطردنا
بحر:
ايوة يالله نقوم، هي بقالها يومين مش بتيجي الشغل، انا قلقان عليها اوي
ريان:
متقلقش يا صاحبي، خير ان شاء الله، وبعدين اللي حصلها مش قليل
وذهبوا لعملهم
ملحوظة (ريان وبحر أصدقاء منذ ايام دراسة الجامعه، يعملان موظفان في بنك من بنوك العاصمة "القاهرة"

بحر ويارا أصدقاء من فترة طويلة، حبوا بعض حب مش طبيعي ولكن القلوب السوداء لا تترك الحبيبان دون التدخل وجلب الكره والحزن والوجع لقلوبهم، لنتابع ماذا حدث وماذا سيحدث لهم، وهل سيستمر حبهم ام سينتصر الشر في كتابنا هذا

عند يارا
ارتدت ملابسها، وذهبت لعملها خائفة، حائرة، تائهة، لاتعرف ماذا سيحدث اذا التقيا مجددا، هل ستنسى كل شيء وترتمي في احضانه، ام ستتماسك وكأنها لم تراه
وصلت لمحل عملها، وبدأ قلبها ينبض بشده، دلفت للبنك وذهبت لمكتبها مباشرة دون الالتفات يمينا او يسارا، في وسط ذهول الموظفين اصحابها وغيرهم،
وايضا في وسط نظرات اشتياق من بحر زوجها الذي لم يراها منذ عدة ايام
يارا
الحمد لله عدت. ربنا يعدي الايام الجاية على خير
شذى:
يااارااااا
يارا:
لاحول ولا قوة الا بالله، مالك يا شذى يا حبيبتي صرعتيني
شذى:
وحشتيني يا بنتي، بقالك مدة كبيرة اوي مش بتيجي، مع ان جوزك بييجي عادي
يارا بحزن:
انا حالي اتبهدل اوي يا شذى، وانا وبحر احتمال كبير اوي نتطلق
شذى:
انتي اكيد بتهزري، مش ده بحر اللي بقالك سنين انتي وهو بتحاربوا الدنيا كلها علشان تبقوا لبعض، معقوله بالسهوله دي كده هتطلقوا
يارا:
واضح كده ان الدنيا كلها كانت صح وانا كنت غلط، الحب كان عامي عيني وعامي على قلبي وخلاني مشوفش الحقيقة، يالله الحمد لله على كل حال
شذى:
معلش يا حبيبتي ربنا يصبرك، ومفيش حاجة هتحصل ان شاء الله، وانتي وبحر هتكونوا لبعض ومحدش هيقدر يفرقكم ابدا
يارا:
اللي فيه الخير يقدموا ربنا يا شذى، هسيبك انا علشان نشتغل
وخرجت يارا من مكتب شذى، ذاهبا نحو مكتبها، ولكن الأمور لم تسير مثلما خططت لها، حدث ما كانت خائفة منه، التقت عينيها بعينيه، نظرت بشده الي عينيه، كانت مثلما رأته اول مرة، يغمرها الحب ولكن هل هو حقيقي ام زائف
بحر:
يارا ممكن نتكلم مع بعض شوية
يارا:
هو لسه فيه حاجة تتقال يا بحر، ايه لسه فيه قلمين مااخدتهومش منك عايز تدهوملي
بحر:
يارا صدقيني انا مش عارف انتي بتتكلمي على ايه، وانا عمري في يوم ما افكر ارفع ايدي عليكي ابدا
يارا:
ايوة صح، وجسمي اللي كله متعلم من الضرب ده، ايه بتبلى عليك ولا ضربت انا نفسي، خلاص يا بحر اللي بينا انتهى، انا كنت غلطانه لما اديتك قلبي واخدت حبي كله، الناس كلها كانت صح، امي واصحابي، قالولي انك الشخص الغلط، بس انا كنت فكراك غير ما هما شايفينك
بحر:
صدقيني انا بحبك، وانا محستش بأي حاجة خالص، انا زي ما اكون كنت متخدر، مش عارف انا بس عايزك تصدقيني واديني فرصة اوضحلك وأوضح لنفسي ايه اللي حصل
يارا:
خلاص يا بحر فرصك خلصت عندي، انا عند بيت اهلي، وياريت تطلقني من غير مشاكل، وزي ما دخلنا بالمعروف نخرج بالمعروف
بحر:
انا هسيبك ترتاحي شوية، ومش هتطلقك يا يارا علشان اللي بينا مش ورقة وخلاص احنا حب سنين كتير، وحاربنا اهالينا علشان نكون مع بعض، وانا مستحيل افرط فيكي بالسهوله دي ابدا
وتفرقا الحبيبان، كل منهما لطريقه، لا يعلمان هل سيتلاقا ثانية ام لا، وماالذي حدث، ولما كل هذه العقبات والمشاكل طالما كل منهما يكن للآخر كل هذا الحب، سنكمل حكايتنا ونرى ماالذي حدث وماالذي سيحدث

الخوف من المجهول Where stories live. Discover now