متنمر

316 33 56
                                    

جلس على رصيف الشارع بعدما أهمل إغلاق بقية أزرار قميصه ، يعلم انه لا يمتلك تلك الحرية للجلوس في الشارع بهذا الشكل بعدما أصبح معلم .

و لكن أي معلم ذلك الذي يراسل شخص غريب ليمارس معه علاقة محرمة بطريقة غير شرعية !

لطالما كان شخص هادئ بسيط لا يفكر بأي شيئ لأنه لا يرتكب أي أخطاء .

كان عقله هادئ لا يحتوي على أي أفكار سيئة أو مؤذية له أو لمن حوله و لكن فجأة و مع ظهور وجه حبيبه أمامه في ذلك الفصل ، في ذلك اليوم .

و لقد تبدد كل شيئ..انتهت تلك الراحة و ذلك الصمت الذي بداخل قلبه و عقله ..منذ ذلك اليوم كان قد فقد روحه لنفس الشخص مرة أخرى..على اعتبار انها نفس الروح .

كان يتمنى ان لو أن جسده ربح تلك الجولة و لكن قلبه لم يكن يتوقف عن إخباره بكم هو منغمس في فيغاس .

ذلك الفتى في مؤخرة عقله كان يضحك بسخرية على تصرفاته ، كيف انه ذهب لتلك الغرفة بثقة و كيف خرج منها خائف و هارب .

كان يظن أن جسده سينتصر في تلك الجولة على الفتى ذو الابتسامة الساخرة المقززة..ليبتسم هو في وجه بسخرية مقابلة .

و لكن هو خسر تلك الفرصة مرة اخرى.

لم يعلم متى وقف من مكانه و ركب سيارة الأجرة التى قامت بإنزاله أمام شقته الفارغة الباردة التى توجد بقرب المدرسة خاصته .

لم يكن يعلم ماذا يفعل عندما رأى عينيه الفارغة في المرآة لم يتوقف عن ذلك السؤال لسنوات و لن يتوقف الآن.

" لماذا تفعل هذا !"

" كانت لديك أكثر من فرصة ..اكثر من شخص مختلف ..لديك وجه لطيف و جسد جيد لماذا لا تستطيع فعلها لينتهي ذلك الأمر اللعين "

لم تتحرك عينيه ،لم تتغير مشاعره في تلك العينين الهادئة ، لربما فقد نفسه من قبل ، لربما فقد نفسه بينما يقضي ليلته بجوار حبيبه الميت .

لربما فعل او فعل شيئ ما لعن قلبه و ربطه بذلك الفتى من الماضي .

همس في المرآة بضعف
" لكن ذلك الفتى من الحاضر ليس حبيبي "

قام بصفع خده بقوة لعله يرى بعض المشاعر في عينيه و صرخ بغضب لعله يقتنع بكلماته
" ذلك الفتى في ذلك الزي المدرسي ليس حبيبي "

سقطت بعض الدموع من عينيه
" ذلك الفتى ليس ملكي "

همس بضياع
" هذا الفتى ليس فيغاس "

ملاك الأكاذيبWhere stories live. Discover now