ملاك الأكاذيب

الحبيب القديم

بييت كان قد تأقلم بالفعل على ذلك الشعور بالخزي و الفقدان ..و الفراغ الذي يملئ قلبه .

كان يشعر بالوحدة و لكنها كانت ألطف من شعوره بالخوف الدائم من فقدان فيغاس.

فقدانه كان في حد ذاته شعور بالراحة لكونه لا ينتظر حدوث ذلك..لا ينتظر تأذيه من قربه في كل يوم بشكل مختلف .

لن يحتاج للتعامل مع سخافة تاي مرة أخرى ..حتى بعد أن إنتصر عليه تاي إختفى فقط كما إختفى فيغاس.

كان ينتظر بعض نظرات التعالي و الفخر منه و لكنه لم يحصل على أيا منها.. لم تعد هناك أي مشاعر قلق او توتر لم يعد ينتظر شيئ .

بعدما رحل فيغاس هو كان يفهم مشاعره الأن بشكل أفضل يستطيع رؤيتها بشكل أفضل، لكن مشاعره كلها تحولت للأسود .

ذلك الخوف من عدم إختيار فيغاس له ، تلاشي مع ذلك الأمل لبقائهما معا للأبد و تركو قلبه فارغ .

...........

كان يجلس مجدداً في مقهى فاخر يحاول رؤية بعض الأغنياء الذين يذكرونه بحبيبه القذر .

يراقب الناس من حوله كيف أنهم من نفس العرق و الأصل و لكن الاختلاف بينهم كبير ، بدأ ينزعج من رؤية الأثرياء ربما الأمر تحول للمشكلة أزلية مثل ييم .

هم كانوا جميلون و رائعون ، ذوي أجساد مثالية و ملابس منمقة و لكنه يستطيع رؤية قلوبهم سوداء دون أي مشاعر .

مجرد باحثين عن المتعة ، خائنين ، و لا يفكرون سوى بملذاتهم الخاصة و بقية البشر ليسو سوى دمى بالنسبة لهم .

كان ضائع بالنظر للناس من حوله عندما إلتقطت عينيه جسد يعرفه..شخص لا يريد رؤيته.

و لكن فجأة هو وجد فتى جميل يقترب منه رفع عينيه ليركز في تفاصيل وجه الشخص ليشعر بالثقل يوضع على قلبه مجدداً بشكل أسوء.

هو لم يكن أي شخص سوى حبيب حبيبه السابق..نويل.

همس الفتى بشكل لطيف ممتزج بالخوف
" مرحبا "

جمع بييت يديه على صدره و عاد بظهره للخلف يستند على كرسيه برفض واضح للحديث معه و لكن نويل جلس على الكرسي أمامه يتجاهل المشاعر السلبية الواضحة.

همس بقلق
" يبدو أنك تتذكر من أنا بالفعل ..انا أردت رؤيتك للإعتذار عن التحرش بحبيبك " ضحك بخفة محاولا تلطيف الأمور بينما يجذب شعره للأسفل بتوتر

تنهد باستسلام و أكمل حديثه متجاهلا نظرات بييت الغاضبة
" أعلم ان فعلتي لا تغتفر ..و انك تعلم أن إعتذاري مجرد كلمات فارغة لا معنى لها لأني مازالت أحبه في الحقيقة و لكن صدقني.. انا لا أريد أذيتك "